جاء عرض المسلسل الإيرانى «يوسف الصديق» ليفتح من جديد ملف تجسيد شخصيات الأنبياء على الشاشة، حيث يطالب بعض النقاد والفنانين بإعادة النظر فى قرار الأزهر الشريف الذى صدر عام 1926 بمنع تجسيد الرسل والصحابة فى أى عمل فنى، بينما يؤيد آخرون استمرار هذا المنع، وهو ما نناقشه من خلال السطور القادمة.. * فى البداية يقول الناقد طارق الشناوى إن الدنيا تغيرت بشكل كبير وقرار الأزهر صدر منذ سنوات طويلة، فى حين أننا أصبحنا الآن فى عصر ثقافة الصورة، ويجب أن يقدم الإسلام بشكل سليم، لأننا فى العالم العربى لم نقدم الشخصية العربية بشكلها الحقيقى، وبالتالى فالأعمال الأجنبية التى قدمت عن الشخصية العربية أظهرتها بشكل سلبى ودموى، أما بالنسبة لقرار الأزهر بالمنع فأنا معه فى الكثير من الأشياء التى منعها ولكن على الأزهر أن يكون أكثر رحابة فى بعض هذه الموانع. وأضاف الشناوى أنه بالنسبة لمسلسل يوسف الصديق فهو يراه فى صالح الإسلام. * أما الناقد أبو العلا السلامونى فقال إن مسلسل مثل «يوسف الصديق» مفيد جداً، وهناك أعمال أجنبية مثل «الوصايا العشر» جعلت كل من شاهدها من العرب مشبعين دينياً وعاطفياً وإنسانياً وبالتالى المشاهد يكون فى حالة نشوة روحية، فمثل هذه الأعمال مفيدة للإنسان العربى لأنها تغذى مبادئ عقيدته فى نفس الوقت. وأضاف أن التخوف من ظهور الأنبياء على الشاشة تخوف غير منطقى فمسلسل يوسف الصديق وغيره من الأعمال جانبها الإيجابى أكثر من جانبها السلبى. * وأكد الفنان محمد رياض أن حكم الأزهر فى مثل هذه الأعمال واضح وصريح منذ سنوات بعيدة، أما عن مسلسل يوسف الصديق فهو عمل غير مبهر والممثل الذى يقوم بأداء الدور ممثل عادى وأداؤه مصطنع. * ويقول الناقد محمد الشافعى إن الأزهر قام بالمنع لأسباب منطقية وهى أن الممثل يقوم بأداء كل الأدوار وتحتوى هذه الأدوار على مشاهد غير لائقة، فعندما يجسد الممثل دور نبى أو دور خليفة من الخلفاء الراشدين ستضع المشاهد فى حرج المقارنة ما بين الممثل وبين ملامح الشخصية. وبالتالى نحن ملتزمين بقرار الأزهر الشريف، ومشيراً إلى أن الفنان نور الشريف سبق أن طلب من الأزهر الموافقة على تجسيده لشخصية الحسين وتم الرفض على الرغم من أن نور تعهد بأن هذا العمل سيكون آخر أعماله وسيعتزل بعدها. * أما النجم أحمد بدير فقال إن مسلسل يوسف الصديق يعرض فى قناة خاصة مصرية فكيف وافقنا على عرضه من الأساس، ثم إن العمل غير مقنع وضعيف فنياً. * أما الناقدة ماجدة خير الله فترى أن «يوسف الصديق» مسلسل جيد جداً فنياً وأعتقد أن من شاهده استمتع جداً لما فيه من ترتيب جيد للأحداث وصدق فى عرضها. وأنا مع تجسيد شخصيات الأنبياء فى الأفلام والمسلسلات، فأهم شىء هو الرسالة التى يقدمها العمل حتى يكون عملاً جيداً، فنحن فى عصر وزمن قلت فيه القراءة، وأصبحت الوسيلة الوحيدة للمعرفة هى السينما والتليفزيون فإذا لم يتطور فالأجيال الجديدة سوف لا تعلم شيئاً عن تاريخها ودينها. أما الفنان القدير عمر الحريرى فقد أبدى إعجابه الشديد بالمسلسل الإيرانى، مؤكداً أنه كان يتمنى أن يكون عربياً أى إنتاج عربى أو مصرى فنحن أدرى من هؤلاء بذلك. أما عن تجسيد الأنبياء على الشاشة فقال الحريرى إنه أمر حساس جداً ومحاط بالشبهات وعلى المختصين فى الدين أن يفتوا فى ذلك ونحن معهم، وعلينا أن نتقبل حكمهم سواء بالرفض أو القبول. وتقول الفنانة الكبيرة لبنى عبد العزيز إنها شاهدت بعض حلقات المسلسل وليس كلها لكن على ما يبدو فهو جيد جذاب، فمعظم الناس أصبحوا يشاهدونه الآن مما يدل على مافيه من جذب وتشويق. وتضيف أنها مع تجسيد الأنبياء على الشاشة طالما هذا لن يسيئ لهم فى شىء. * وتقول الفنانة ليلى طاهر: إن مسلسل يوسف الصديق جيد جداً وجرئ لما فيه من ثراء تاريخى ودينى، كما أنه يسرد قصص حياة ثلاثة أنبياء هم إسحاق ويعقوب ويوسف، وهناك منحنيات من الفراعنة وأحداث ممتعة فهو جيد ?جداً.