أكدت الدراسات ارتفاع نسبة زواج العاملين بالسياحة من أجنبيات خلال الأعوام العشرة الماضية، وخاصة بمناطق شرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان. وأشارت الدراسات إلى أن هذه الظاهرة تهدد التركيبة الاجتماعية المتوارثة فى تلك المناطق، مما جعلها سبباً رئيسياً فى ارتفاع نسبة العنوسة. وعلى الوجه الآخر تؤكد الدراسات أنه ليس كل زيجات الشباب المصرى من أجنبيات بالمدن السياحية من أجل المال أو الهجرة للخارج أو البحث عن جنسية أخرى ولكن هناك زيجات متكافئة أى يكون هناك تكافؤ بين الزوج والزوجة من حيث السن والثقافة وغالبا يحدث الزواج بعد قصة حب جمعت بين الطرفين وهذه الزيجات مستقرة حتى الآن. *(أ . م) 25 عاما يعمل بإحدى الشركات السياحية بالبحر الأحمر، يقول: منذ 3 أعوام تعرفت على فتاة روسية وبعد علاقة استمرت حوالى ستة أشهر اتفقنا على الزواج العرفى لكى يتم استخراج تصريح عمل لها فى مصر ولكن السلطات رفضت التصريح لها واستمرت علاقتنا حتى الآن بعد أن تحولت إلى حب حقيقى واختارت المعيشة فى مصر بإرادتها ودخلت بيتنا وبدأت فى المضى فى توثيق الزواج رسمياً لكى تصبح إقامتها رسمية فى مصر. *وعلى النقيض تماما فإن هناك الكثير ارتبطوا بزوجات أجنبيات من أجل المال فقد تزوج (ح . ن) الشاب البالغ من العمر 32 عاماً من إحدى الأجنبيات والتى كانت أكبر منه فى السن بهدف الحصول على المال، وظل فترة طويلة هكذا يستغل هذا الشاب حاجة تلك العروس فى إشباع رغباتها مقابل الحصول على أموال، وبعد أن بدأ الجنين يتحرك فى بطنها سافرت إلى بلدها حتى تلك اللحظة لا يعرف هذا الشاب المصرى ما هو مصير ابنه أو زوجته التى كانت من أصل أوروبى. *وأعرب وليد البطوطى وكيل نقابة المرشدين السياحيين عن استيائه مما يحدث فى المدن السياحية معقباً أن تلك الظاهرة تهدد مستقبل السياحة المصرية وأنه حان الوقت لإطلاق حملة لتوعية العاملين بالمجال السياحى من مخاطر تلك الزيجات، خاصة أنه إذا كان بعض الشباب يتزوج من أجل المقابل المادى فإنه يعطى رخصة للأجنبية بالعمل فى مصر فى شركات السياحة بمبالغ طائلة. وأوضحت الدكتورة مها عبد المجيد أستاذ الاعلام بالمركز القومى للبحوث أن أغلب المتزوجين هم من العاملين فى مجال السياحة وخاصة الموجودين فى المدن الساحلية وتكون دوافعهم الهروب من شبح البطالة وتدنى مستوى المعيشة وعدم القدرة المالية على الزواج من مصريات وصعوبة السفر إلى الخارج وحلم الثراء السريع وأيضاً الرغبة الجنسية فى حين ترغب الأجنبيات فى الزواج من المصريين الى الارتباط برجل شرقى به صفات الرجولة والشهامة كما أنهن يبحثن عن المتعة الجنسية وأخريات يبحثن عن فرصة للعمل فى القاهرة. وأضافت: أن الزواج من أجنبية مكتمل الأركان من الناحيتين القانونية والشرعية إلا أنه يفتقد للتماسك الاجتماعى ويحمل فى طياته العديد من الآثار السلبية سواء الدينية أو الاجتماعية أو التربوية ولعل على رأسها خروج نشء جديد ضعيف من حيث الانتماء الى الوطن وما يتبع ذلك من مشاكل قانونية عديدة.