ربما يصبح الصعيد قريبا قطعة من أوروبا أو تصبح أوروبا قطعة من الصعيد.. فالكثير من الأسر في صعيد مصر باتت تبارك زواج أبنائها من الغربيات الكثير من الأسر في صعيد مصر باتت تبارك زواج أبنائها من الأجنبيات عكس ما كان يحدث قبل سنوات حين كانت ابنة العم هي المفضلة في الاختيار للزواج.. والجيل الجديد سيكون مختلفا قلبا وقالبا عن آبائه. راجت أخيرا شائعات في مدينتي الأقصر والغردقة بصعيد مصر وانتشرت بكثرة في الأوساط الشعبية والسياحية مفادها أنه تم اكتشاف20 إصابة بمرض الايدز في المدينة وقد تم اكتشاف الحالات المصابة كما يشاع- من خلال اتفاقية مشتركة بين قسم الطب الوقائي في مديرية الشئون الصحية والسكان بالمحافظة وجمعية نور الإسلام الخيرية التي تم ويتم في إطارها توقيع الكشف الطبي وعمل تحاليل دم للعاملين بقطاع السياحة وسائقي عربات الحنطور وغيرهم من الفئات التي تتعامل بشكل مباشر وتقيم علاقات مع السائحين الوافدين للأقصر وزوجاتهم أيضا. لكن مصادر مسئولة في قطاع الصحة والسكان بمحافظة الأقصر نفت تلك الشائعات ووصفتها بأنها شائعات لا أساس لها من الصحة وأوضحت المصادر أن أطباء الصحة الوقائية يقومون بتسيير قوافل إلي المناطق التي تشهد احتكاكا مباشرا بين السكان والسائحين في كل أرجاء المحافظة لعمل تحاليل وفحوصات طبية لمن يرغب في ذلك في إطار برنامج لمكافحة انتشار بعض الأمراض من بينها الايدز لكن جميع النتائج تؤكد سلامة هؤلاء وعدم إصابتهم بالمرض. وتعد مدينة الأقصر من أكبر معاقل هذه الظاهرة, إذ لا يخلو شارع في المدينة من عجوز أجنبية بصحبة شاب في العقد الثاني أو الثالث من العمر. أعمار نسبة كبيرة من هؤلاء النساء تتراوح بين الخمسين والستين من العمر, ولا تقتصر علي جنسية محددة. ويبرر المسئولون إقبال الأجنبيات علي الزواج من شباب الأقصر برغبتهن في تحقيق أحلامهن الخاصة بالزواج من شاب يتمتع بالفحولة يعيد إليهن الشباب المفقود فيما يعرف بالسياحة الجنسية التي غزت المدن السياحية في صعيد مصر. واللافت أن الكثير من الأسر في صعيد مصر باتت تبارك زواج أبنائها من الأجنبيات عكس ما كان يحدث قبل سنوات ليست ببعيدة, حين كانت ابنة العم هي المفضلة في الاختيار للزواج, حدث ذلك بعد أن عجزت الأسر عن مساعدة أبنائها علي الزواج نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة وارتفاع نسبة البطالة بين الشباب, بحيث أصبح الزواج من أجنبية الآن خطوة نحو الزواج التقليدي. والطريف أن دواوين شرطة السياحة لاتخلو في كل يوم من عجوز أجنبية جاءت لتقدم بلاغا ضد زوجها وأصدقائها من المصريين في الأقصر ففي منطقة القرنة كشف إنذار موجه للسفير البريطاني في القاهرة عن قيام مواطنة إنجليزية بالجمع بين زوجين مصريين في وقت واحد. والواقع الجديد الذي باتت تعيشه الأقصر بعد انتشار الزواج السياحي أو السياحة الجنسية, لم يتوقف أثره علي الشباب والفتيات الذين يقومون بهذه الخطوة دون اكتراث بعواقبها الوخيمة, بل بات يهدد التركيبة الاجتماعية المتوارثة في المجتمع الأقصري, والأخطر وربما الأفضل هو تغير الخريطة الجينية للصعايدة في السنوات القادمة بالجيل الجديد الذي يولد من أب صعيدي وأم أوروبية وهو ما سيشكل جيلا مختلفا في تركيبته الجسدية والعقلية أيضا ليكون مختلفا قلبا وقالبا عن آبائه.. ولا أحد يعرف فربما يصبح الصعيد قريبا قطعة من أوروبا أو تصبح أوروبا قطعة من الصعيد. وكانت معدلات الزواج من أجنبيات في الأقصر ارتفعت بنسبة ربما تجاوزت345% خلال السنوات الماضية ففي سنة2000 بلغ عدد الزيجات الموثقة بسجلات محكمة الأقصر الجزئية194 حالة مقابل651 حالة وثقتها سجلات المحكمة في عام2007 بزيادة بلغت335%. وقال تقرير حكومي إن معدلات زواج المصريين من أجنبيات بالأقصر ارتفعت من194 حالة عام2000 إلي204 حالات عام2001 بنسبة زيادة بلغت5% وزادت عام2002 إلي264 حالة بنسبة زيادة29% مقابل320 حالة في عام2003 بنسبة زيادة بلغت21% و426 حالة زواج في عام2004 بنسبة زيادة بلغت33% و554 حالة زواج في عام2005 بنسبة زيادة بلغت30% فيما شهد عام2006 زواج547 شخصا بتراجع بلغت نسبته2% عن عام2005 وشهد عام651,2007 حالة زواج بنسبة زيادة عن عام2006 بلغت19%. وقالت مصادر مسئولة إن نسبة الزيادة في معدلات الزواج من أجنبيات مابين عام2007 وحتي منتصف العام الجاري2010 تجاوزت345%.