عكست بدايات تشغيل مفاعل بوشهر النووى الإيرانى مخاوف وهواجس دول الخليج من تأثير المفاعل على البيئة أو حدوث تسريبات مضرة، وعلى خلفية هذه الهواجس طالبت الكويت خلال اجتماعات وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجى ببحث تداعيات مفاعل بوشهر على دول الجوار، وقد تزامن هذا الموقف مع توتر آخر أثاره وزير الخارجية الإيرانى منوشهر متقى عندما اتهم زعماء لم يسمهم بالخيانة لمشاركتهم فى مفاوضات التسوية بواشنطن. أعربت الكويت عن قلقها من تشغيل المفاعل الإيرانى بوشهر، وما يترتب عليه من مخاطر وكوارث تلحق الأضرار بالكويت والدول الخليجية القريبة من المفاعل النووى الإيرانى الذى يقع على بعد 80 كيلومتراً عن الحدود الكويتية، وقد تم بحث هذه المخاطر فى اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون وسوف تستمر المتابعة للموقف إذا ما استمرت التهديدات الخارجية بضرب إيران فى ظل تمسك طهران بخطوات التخصيب وهو ما يهدد أمن منطقة الخليج. وتشير المصادر أن إيران سوف ترسل تطمينات إلى دول الجوار مع التأكيد بأن المشروع الإيرانى يستخدم لأغراض سلمية وقد أكد على هذا المعنى وزير الخارجية الإيرانى منوشهر متقى عندما أوضح أن بلاده ترغب فى إنتاج الوقود النووى لتلبية احتياجاتها الخاصة، واستند إلى حق إيران المشروع فى الحصول على الطاقة السلمية بموجب عضويتها فى معاهدة الحظر النووى. يذكر أن وزير الخارجية الكويتى الشيخ محمد صباح السالم قد أعلن أن بلاده تسلمت تطمينات إيرانية إضافة إلى تطمينات روسية مفادها أن التكنولوجيا المستخدمة فى هذه المحطة على أعلى مستوى إلا أن وزير الخارجية الكويتى أعرب عن قلقه نظرا لوجود محطة نووية قريبة من الحدود الكويتية، وتخشى الكويت من تلوث مياه الخليج بسبب وجود مفاعل بوشهر فى المنطقة فضلاً عن احتمالات تأثيرات بيئية من أى ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية. وفى اتجاه آخر أثارت تصريحات وزير الخارجية الإيرانى توترا ترتب عليه إلغاء الخارجية المصرية زيارته للقاهرة وعقد اجتماع لدول عدم الانحياز فى نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.