تقيم مكتبة الإسكندرية معرضا وثائقيا بغرض إحياء ذكرى نكبة فلسطين عام 1948 حتى يتذكر العالم ما فعلته إسرائيل فى الشعب الفلسطينى من فقدان للوطن والأرض حيث قام بإعداد المعرض متحف تروبن التابع للمعهد الملكى للمناطق الاستوائية بأمستردام فى هولندا بالتعاون مع أرشيف النكبة ببيروت بالإضافة إلى جهود الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية الذى أكد أن المعرض يعرض بالتفصيل الأحداث السياسية فى فلسطين فى عامى 1947 و1948، والمخطط الذى وضع منذ سنوات والذى أدى إلى تلك النكبة. مضيفا أن القضية الفلسطينية هى قضية سياسية وقانونية وإنسانية، ولكن المعرض يتميز بإظهار الجانب الإنسانى للنكبة، ويدعونا للتفكير فيما يجب فعله للتآزر فى مثل هذه الظروف. وقد صرح الدكتور يان دونر مدير المعهد الملكى للمناطق الاستوائية بأن متحف تروبن قام بإعداد المعرض فى عام 2008 للتذكير بمرور 60 عاما على أحداث عام 1948، ونشر الوعى حول الأحداث الحقيقية للنكبة مضيفا أن المعهد قام بعدد كبير من الأبحاث وتعاون مع أرشيف النكبة ببيروت لتقديم المعروض الذى يبين للعالم مدى معاناة الشعب الفلسطينى على مدار 60 عاما. وفى كلمته أكد جمال الجمل قنصل فلسطين العام فى الإسكندرية أن المعرض يعتبر فرصة مهمة لاسترجاع التاريخ والتفاصيل الإنسانية للنكبة الفلسطينية موضحا أن النكبة بدأت قبل عام 1948، مع انتهاء الحرب العالمية الأولى ودخول فلسطين تحت الانتداب البريطانى والإعلان عن وعد بلفور الذى أدى إلى تهيئة الأحوال السياسية لبناء الوطن اليهودى. وأوضح أنه مع بداية النكبة فى عام 1948 هاجر أكثر من 900 ألف فلسطينى إلى البلاد المجاورة إلى أن أصبحوا الآن حوالى 4 ملايين ونصف المليون لاجئ فى لبنان وسوريا والأردن والضفة الغربية وقطاع غزة وأوروبا والولايات المتحدة وكندا. مشيرا إلى أن الشعب الفلسطينى يعانى منذ البداية من التزييف الإسرائيلى للحقائق، والاستغلال لأحداث الجرائم النازية لكسب تعاطف العالم، مما أدى إلى تجاهل قرارات الشرعية الدولية والمطالبة بحق العودة. وأكد الجمل أن الموقف الفلسطينى والعربى الآن لا يزال ينادى بوقف التهويد والاستيطان فى الضفة الغربية، وتحديد زمن محدد لإقامة الدولة الفلسطينية، من أجل إنقاذ 11 مليون فلسطينى يعيشون تحت الاحتلال الذى يستعمر الأراضى ويفرض العقوبات الجماعية ويقوم بترحيل المواطنين. وأضاف أن المعرض يتناول ذكريات الفلسطينيين فى تلك الفترة مع تأسيس دولة إسرائيل، ويركز متحف تروبن على التجربة الفلسطينية فى هذا الحدث، حيث كان عام 1948 هو العام الذى أجبر فيه مئات الآلاف من الفلسطينيين على مغادرة منازلهم، وتم تدمير أكثر من 400 قرية وإخلاء أكثر من 11 مدينة، وهرب اللاجئون إلى الدول العربية المحيطة، بما فى ذلك الضفة الغربية وقطاع غزة موضحا أن هذا الترحيل الجماعى معروف فى التاريخ العربى باسم النكبة أو الكارثة ويستخدم الفلسطينيون مصطلح النكبة لوصف الفاجعة التى أصابتهم من جراء ترحيلهم عن الأراضى الفلسطينية التى احتلتها إسرائيل وما نتج عنه من تدمير وخسائر فى المجتمع الفلسطينى.