شهدت السيدة الفاضلة سوزان مبارك قرينة السيد رئيس الجمهورية ورئيس جمعية مصر الجديدة اللقاء الخاص بمتابعة تطوير المدارس فى إطار مشروع تطوير المائة مدرسة بمحافظتى الفيوموالأقصر فى مرحلته الثانية تحت شعار خطوة للمستقبل برعاية جمعية مصر الجديدة والذى بدأ تنفيذه منذ 4 أعوام فى عدة محافظات تشمل القاهرةوالجيزةوالأقصروالفيوم، بالإضافة إلى تطوير مدارس مركزى إسنا وأرمنت بعد ضمهما إلى محافظة الأقصر. وخلال لقاء سيادتها بشركاء تنفيذ المشروع أكدت أن المشروع الوطنى لتطوير المدارس الحكومية الذى بدأ عام 2006 بدأ بمبادرة وليدة من جمعية مصر الجديدة لتطوير مائة مدرسة فقط وبفضل جهودكم المخلصة أصبح مشروعا وطنيا شهدت محافظة القاهرة بدايته ثم امتد للجيزة ثم الأقصر، وأخيرا الفيوم حيث أطلقت مبادرتها فى مايو الماضى ليعد مشروع المائة مدرسة نموذجا لحركة مجتمعية متكاملة وفاعلة بجهود الدولة والقطاع الخاص والمجتمع الأهلى فى روح من الشراكة البناءة من أجل النهوض بمؤسساتنها التعليمية والتربوية بفكر تنموى متكامل ومنهجية متطورة لتتعدى المفهوم الضيق الذى يحصر نطاق التطوير فى عمل البنية المدرسية للمنشآت التعليمية فقط،وإنما ليمتد التحديث والتطوير إلى خلق بيئة تعليمية وتربوية وصحية واجتماعية صالحة داخل وخارج جدران المدارس من خلال النهوض بالعنصر البشرى والارتقاء بوضع وقدرات المعلم وتمكينه من مواكبة تطورات العصر باتباع الأساليب الإدارية الحديثة وتعزيز البعد التكنولوجى فى العملية التعليمية، بالإضافة إلى التفاعل بين المدرسة وأولياء الأمور من خلال مجالس الأمناء لتحقيق دورها الفاعل فى التواصل بين المدرسة والمجتمع مع تطوير سبل الرعاية الصحية داخل المدارس وبالمستشفيات وبالأحياء التى يتم تطويرها فضلا عن تطوير الأحياء المحيطة بالمدارس لكى يواكب تطور العملية التعليمية تطورا مماثلا فى البيئة المجتمعية المحيطة بها. وأكدت هكذا نجحنا فى أن نجعل من مشروع المائة مدرسة مدخلا لمشروع متكامل لتنمية المجتمع يقوم على الشراكة الإيجابية بين الفرد والدولة، وأشارت إلى أننا حريصون على التمسك بالمسمى الأصل للمشروع وهو (المائة مدرسة) على الرغم من أن الإحصائيات تشير بوضوح إلى تجاوزنا لهذا الرقم بكثير، حيث تم تطوير وتحديث 312 مبنى مدرسيا تشمل 8066 فصلا دراسيا فى 424 مدرسة ليجنى ثمار هذا الجهد ما يقرب من نصف مليون تلميذ وتلميذة ويعود بالنفع على ما يزيد على أربعة ملايين مواطن. وأكدت سيادتها أن تطوير التعليم سيظل هو التحدى الأول والأهم من مسيرة عملنا الوطنى، فالتعليم لم يعد مجرد حق تكفله الأعراف والدساتير، وإنما هو السبيل للبقاء والقدرة على الحياة فى عالم تحكمه قواعد التنافسية للوصول إلى أبعد آفاق الاكتشاف والابتكار والنجاح والتميز، ولذا يجب أن يكون التعليم مشروعا متكاملا للنهضة. وأضافت: لا يمكن لمؤسساتنا التعليمية أن تفى باحتياجات المجتمع دون أن تكون هناك رؤية لمشروع علمى مستمر لتحديث وتطوير المناهج الدراسية بشكل متصل لا يتوقف، وأكدت سيادتها أنه لن يستطيع معلمونا وطلابنا أن يندمجوا فى مجتمع المعرفة بكل تحدياته دون أن تكون هناك برامج متطورة لاكتساب المهارات والقدرات للمعلمين والطلاب فى آن واحد. وبالرغم من النتائج الإيجابية التى تحققت على المستوى الوطنى فى مجال تطوير التعليم فإن هناك تحديات مازالت تواجهنا علينا مناقشتها بموضوعية بهدف تخطيها. وأكدت أن تجربتنا فى مشروع المائة مدرسة تهدف للنهوض بهيئة التدريس ورفع كفاءة المعلمين والقوة البشرية مثل إنشاء هيئة ضمان الجودة والاعتماد فى التعليم وتعديل قانون التعليم وصدور قانون الكادر الخاص بالمعلمين، وإنشاء الأكاديمية المهنية، وبالرغم من ذلك فلا يزال هناك المزيد من الخطوات المطلوبة التى يتعيّن اتخاذها لتحسين الحالة الفنية للمعلمين من خلال التدريس وغيره من الأنشطة المتعلقة بمهارات التدريس والاتصال ليظل المعلم هو العنصر الأكثر أهمية فى المنظومة التعليمية، بالإضافة إلى تطبيق اللامركزية بشكل إيجابى. وأكدت سيادتها أن القضية التى نلتف حولها جميعا أكبر بكثير من مجرد مشروع لتطوير مدرسة أو منشأة أو حى أو مدينة، وإنما هى قضية بناء أجيال وأجيال متعاقبة ستحمل راية الوطن وستسهم فى بنائه وتطويره لتشمل كل مؤسساتنا التعليمية والتربوية ويصبح مشروع المائة مدرسة بوابة الأمل ونافذة المستقبل. وأضاف محمود عبد الوهاب صالح مقرر المشروع وعضو مجلس إدارة جمعية مصر الجديدة أن مبادرة المائة مدرسة التى أطلقتها السيدة الفاضلة سوزان مبارك استهدفت المدارس الأكثر احتياجا فى المناطق الشعبية الفقيرة بالتعاون مع جمعية جيل المستقبل، ليتم تطوير 154 مدرسة فى محافظة القاهرة ثم بدأ العمل فى 118 مدرسة فى الجيزة وفى عام 2009 تم التوسع فى التجربة لتشمل تطوير مدارس محافظة الأقصر وإسنا وأرمنت بعد ضمهما إلى المحافظة ثم تطوير مدارس محافظة الفيوم ليتم الانتهاء منها عام 2011 لتطوير 153 مدرسة. وأشار معتز الألفى نائب رئيس جمعية جيل المستقبل إلى أن الجمعية شاركت فى تطوير العملية التعليمية وتنمية قدرات الجمعيات الأهلية من خلال رفع مستوى المعلمين بتقديم أحدث أساليب التدريس الحديثة والقدرة على تدريس التكنولوجيا بكافة صورها من خلال تدريب 28 جمعية مستهدفة الوصول إلى 60 جميعة مستقبلا. وأشاد عبد العظيم وزير محافظة القاهرة بالجهد الدءوب للسيدة سوزان مبارك واهتمامها بتنفيذ المبادرة فور إعلانها فى يوليو 2006 ليتم التنفيذ فى نفس العام، وفى خلال شهرين قبل بدء العام الدراسى ليستفيد منها أكبر قدر من الطلاب فى المدارس الأكثر احتياجا. وأضاف أن هذا العام تم تخصيص ثلاثة فدادين من قبل المحافظة لإقامة مصنع للتغذية المدرسية لإنتاج 500 ألف وجبة مدرسية يوميا ليتم توزيعها على الأطفال مجانا منذ بداية العام الدراسى الحالى. كما قدم د. سمير فرج محافظ الأقصر شرحا عن تطوير مدارس إسنا وأرمنت التى أطلق عليها غرف الصفيح وتحويلها إلى مدارس نموذجية ليصل إجمالى المدارس المطورة إلى 85 مدرسة. بينما أكد د. أحمد زكى بدر وزير التعليم فى كلمته أنه إذا كان الاهتمام بالمبنى التعليمى ضرورة، فالاهتمام بالمعلم هو الأكثر أهمية لأنه المسئول المباشر عن تنمية شخصية الطفل، مؤكدا أن المشروع يهدف إلى إعادة بناء قدرات المعلم التى تؤدىإلى زيادة استيعاب التلميذ، وأكد أن مشروع تطوير المائة مدرسة لا يتوقف عند حد تطوير المدارس فقط، وإنما يمتد لتنمية الأنشطة التربوية التى تعد عنصر جذب للتلاميذ.