يتساءل الناقد الفلسطيني رامي أبوشهاب في مقدمة كتابه “في الممر الأخير: سردية الشتات الفلسطيني” “هل ثمة أمل في أن ينتهي الشعب الفلسطيني إلى وطن؟ أم سوف يبقى تائها في ‘غرف' جبرا إبراهيم جبرا الأخرى، أم سوف يتحول إلى ‘متشائل' إيميل حبيبي، أم في يوم ما سوف يدق جدران الخزان؟ وفي التساؤل الأخير إشارة إلى الفلسطينيين الثلاثة في رواية غسان كنفاني ‘رجال في الشمس'، الذين يختنقون من شدة الحر داخل خزان ضخم فارغ لسيارة نقل مياه قديمة (صهريج)، أثناء توقفها في نقطة الحدود الكويتية العراقية، وكانوا يأملون أن يوصلهم المهرّب إلى الكويت ليحصلوا على عمل”. يسعى أبوشهاب في الكتاب، الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، إلى اختبار سردية الشتات الفلسطيني عبر نظرية الخطاب ما بعد الكولونيالي، المعنية تحديدا بنماذج من الارتحالات الثقافية، وارتباطها بالقيم الاستعمارية، ومنها الأشد شراسة النموذج الاستيطاني الكولونيالي الصهيوني. ويوظف المؤلف نماذج الشتات ومفاهيمه، كما أنساقه السردية، وتمثيلاته من أجل الإجابة عن فرضيات بحثية، تتحدد بمدى تحقق خطاب خاص بالشتات الفلسطيني وتوفره على مستوى المتخيّل السردي، مع الدعوة إلى تفعيل التوجهات الخطابية حيث تتولد جملة من الإشكاليات التي تتعلق بمدى تحقق سردية خاصة بالشتات، فضلا عن مدى تعالُق هذه السردية بالماضي والارتهان له؛ متسائلا عما إذا كانت توجد رؤية تتجه إلى المستقبل أم لا أفق للخلاص من هذا الشتات نظرا إلى غياب مشروع وطني للتحرر؟