أكدت الناشرة د. فاطمة البودي التي تشارك في معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته ال 22 أن وضع حرية التعبير والرأي في مصر في ظل صعود تيارات الإسلام السياسي قد تشهد تدهورا كبيرا، وقالت: "حتى الآن لم نصادف أي تغيير في الوضع العام للنشر، علما بأن أكثر من 60 % من دور النشر المسجلة تنشر كتبا دينية ونعتبر دور النشر التنويرية التقدمية قليلة جدا، وأخشى أن تكون الرقابة صادرة من الناشر نفسه الذي يتزلف إلى التيارات الإسلامية السياسية، كما رأينا التحول إبان الثورة المصرية للدور الذي كان مؤيدا جدا من النظام السابق". وحول إمكانية عودة الرقيب وشكله في المرحلة القادمة قالت: "لا أستطيع الحكم الآن على حجم تأثير هذا الصعود وما سيشكله من دور رقابي، لكننا نأمل أن لا يسيطر هذا التيار على المجتمع الذي ناضل حتى نال مكتسبات مدنية عديدة". وكشفت البودي عن تعرض صناعة النشر عربيا لدخلاء كثيرين لا علاقة لهم بالنشر كرسالة إنسانية سامية، "هم همهم الرئيسي الربح، ولذلك ينشرون كتبا تعتبر متواضعة ودون تقيد بالأصول الفنية والمهنية للكتاب، وبهذا يسيئون إلى المهنة شكلا وموضوعا". وأوضحت البودي أن كل مشكلة الكتاب العرب تكمن في التوزيع، و"لكن في ظل الظروف القلقة في مصر، الاعتماد الآن على المعارض العربية لتعويض خسائرنا، وأتمنى أن تنجح المؤسسات الثقافية العربية جميعها في خلق شركة أو كيان توزيع تعمل على توصيل الكتاب إلى كل مكان في أرجاء الوطن العربي حتى أقصى نقطة في العالم". وأشادت البودي بالجوائز العربية وعلى رأسها البوكر وجائزة الشيخ زايد، وقالت "الجوائز العربية المختلفة لا شك أسهمت في الترويج للإبداع الروائي والشعري والفكري وأسهمت في ترويج الروايات خاصة التي تصل للقائمة القصيرة، ناهيك عن الفائز بجائزة البوكر للرواية العربية". وقالت: "إن جوائز الشيخ زايد أسهمت كثيرا في دفع الكتاب والمفكرين للعمل وحمست الناشرين على التجويد لكونها أول جائزة تخصص فرعا للنشر من ضمن فروعها". وتقدم البودي من خلال جناحها في المعرض جناح دار العين 60 عنوانا جديدا منها ديوان "جمالي في الصور"، ومجموعة قصصية للكاتب العراقي عبدالإله عبدالقادر، ورواية "عناق على جسر بروكلين" لعز الدين شكري والتي كانت ضمن القائمة القصيرة للبوكر هذا العام، و"مسارات الثورة" لشريف يونس و"العلمانية هي الحل" لفاروق القاضي، و"ثورات العرب" لعلي مبروك، وأيضا كتاب سيمون بولفار الثائر الفنزويلي وكتاب للدكتور حسن حنفي.