تتجه أنظار العالم اليوم صوب الولاياتالمتحدة لمتابعة انتخابات التجديد النصفي في الكونجرس التي تشمل ثلث مقاعد مجلس الشيوخ (37 مقعدا) وجميع مقاعد مجلس النواب 435 وعدد 37 منصبا لحكام الولايات.. يدخل الحزب الديمقراطي الحاكم الذي يتزعمه أوباما معركة منتصف الولاية بمعنويات منخفضة بعدما اظهرت الاستطلاعات تقدم الجمهوريين وسيرهم بخطي حثيثة لانتزاع الأغلبية في الكونجرس علي نحو يحول أول رئيس أمريكي أسود إلي "بطة عرجاء". في المقابل يدخل الجمهوريون المعركة وكلهم ثقة في الفوز وحرمان أوباما من الحصول علي ولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية التي تجري عام 2012. واللافت ان أوباما لم يستسلم لنتائج الاستطلاعات وقاد بنفسه حملات المرشحين مراهنا علي أصوات "السيدات والشباب" الذين أهدوا إليه ولايته الأولي علي حساب منافسه العنيد السيناتور جون ماكين. كما تحولت "حفلات الشاي التي تمثل الجناح اليميني المتشدد في الحزب الجمهوري إلي سلاح ذا حدين للجمهوريين. ودعا اوباما في خطاب القاه السبت في معقله الانتخابي شيكاغو، الناخبين الذين منحوه ثقتهم في الانتخابات الرئاسية عام 2008 الي دعم حزبه الديمقراطي في الانتخابات التشريعية اليوم. وامام حوالي 35 ألف شخص بحسب الحزب الديمقراطي تجمعوا مع بداية المساء في حديقة "ميدواي بليزانس بارك" ناشد الرئيس الأمريكي الناخبين الذين ايدوه اثناء حملته الانتخابية التوجه بكثافة الي صناديق الاقتراع الثلاثاء. وقال اوباما "اذا توجه جميع الذين ناضلوا من اجل التغيير في 2008، الي التصويت في 2010. سنفوز بهذه الانتخابات. وانتم تعلمون، فقد انخرط الكثير منكم عام 2008 (في الانتخابات) لانكم كنتم ترون اننا كنا امام لحظة حاسمة في تاريخنا". والحديقة التي القي فيها اوباما خطابه السبت تقع علي بعد بضعة كيلومترات من حديقة "جرانت بارك" حيث القي في الرابع من نوفمبر 2008 اول خطاب له كرئيس منتخب بعد فوزه التاريخي. واضاف الرئيس الأمريكي "بعد عامين، ادرك ان نشوة الفوز التي شعرنا بها في جرانت بارك تتلاشي"، في وقت تتوقع فيه استطلاعات الراي تقدما كبيرا للجمهوريين في عدد المقاعد التي سيحصدونها في مجلسي الكونجرس مع سيطرة شبه مؤكدة علي مجلس النواب. واقر اوباما بان التراجع الحالي في شعبية الديمقراطيين ناجم عن الازمة الاقتصادية والبطالة التي لم تتدن معدلاتها، مشيرا الي ان الحملة الانتخابية مع "دعاياتها السلبية" لم تصلح في الامور شيئا. وقال "ربما انكم تفقدون الثقة لكنني اريد ان يعلم الجميع: لا تدعوا احدا يقول لكم ان هذه المعركة لا تستحق عناء" خوضها. واضاف "لا تدعوا احدا يقول انكم لم تحدثوا فرقا بعد"، لافتا الي الاصلاحات التي طبعت بشكل كبير ولايته الرئاسية حتي الان ومنها اصلاح نظام التأمين الصحي ومؤسسة وول ستريت. وكان عشرات الآلاف الاشخاص السبت في واشنطن في تجمع ضخم من اجل اضفاء "تعقل" علي الجدل السياسي ولمواجهة تنامي المحافظين المتشددين في حفلات الشاي. وفي واشنطن تجمع حشد هائل في اجواء فرحة وحماسية في حديقة مول الفسيحة القريبة من البيت الابيض في يوم مشمس. ورفع بعضهم لافتات كتب عليها "كونوا لطيفين" بينما تنكر اخرون بزي مهرج. وقال رجل تنكر باحدي شخصيات فيلم افاتار للمخرج جيمس كاميرون "اننا هنا لاسماع صوت 90% من الشعب، وليس فقط متطرفي اليمين واليسار". وقال جيمس كويزون الذي جاء من هاواي للمشاركة في الحدث "انها فوضي لكنها سليمة. الناس جاءوا من كل مكان والاجواء فرحة". وقد اغتنم المشاركون مناسبة الهالوين او عيد الاموات (عيد جميع القديسين) الذي يحتفل به الأمريكيون في عطلة هذا الاسبوع للتنكر بازياء غريبة حتي ان احدهم تنكر بشكل مغلف شاي عملاق اشارة الي حركة الشاي المحافظة المتشددة. والتظاهرة التي سميت ب"التجمع من اجل العودة الي العقل" ولكن ايضا للسخرية "المسيرة لابقاء الخوف" شاء منظموها ان تكون بعيدة عن السياسة. الا انها ضمت مناصرين لليسار الأمريكي وللديمقراطيين الذين يبذلون مساعي اخيرة قبل الانتخابات. كما ان بعض الرسائل التي كتبت علي اللافتات تذكر بالرهان السياسي الذي تنطوي عليه التظاهرة. وكتب علي احداها "هل بامكاننا ان نفكر عندما نكون خائفين؟" في توجه الي المحافظين الذين يتهمون بالاساءة الي الجدل السياسي. والتجمع الذي هو مزيج من الحفلات الموسيقية والقاء الكلمات، جاء بمبادرة الهزليين السياسيين الأمريكيين ستيف كولبرت وجون ستيوارت ويشكل ردا علي ذلك الذي نظمته شخصية اعلامية اخري، جلين بيك، وهو مقدم برنامج محافظ متشدد في محطة التلفزة فوكس. وقال جون ستيوارت الذي ارتدي سترة بالوان علم الولاياتالمتحدة امام الحشد "نعمل معا كل يوم لنحقق انجازات بعون الله" من اجل اعلاء السياسة عن الانقسامات. واضاف "نعيش اوقاتا صعبة، لكنها ليست نهاية العالم". وأكد مشارك اخر "بدلا من مهاجمة بعضنا البعض الاولي بنا ان نقبل بواقع ان لدي كل فرد رأيا مختلفا". ووصف المنظمون التجمع بانه "وودستوك (مهرجان موسيقي) القرن الحادي والعشرين" لكنه يستبدل "التعري والمخدرات بخلاف ضمن حدود الاحترام". وفي المقابل لم يبق الجمهوريون مكتوفي الايدي. فقد قامت المرشحة السابقة لمنصب نائب الرئيس سارة بالين بتجمع في فرجينيا الغربية مع تيد ناجنت عازف الجيتار السابق لموسيقي الروك والناشط من اجل الدفاع عن النفس والاسلحة. من جهته توجه المرشح الجمهوري السابق الي البيت الابيض جون ماكين سناتور اريزونا الي تكسون لدعم حاكمة الولاية جان بروير التي ابطل القضاء قانونها المثير للجدل حول الهجرة في يوليو الماضي. وعلي غرار التجمع في واشنطن، يفترض اجراء تظاهرات اخري تصطبغ باليسار في الولاياتالمتحدة وايضا في باريس وتل ابيب.