دعا المبعوث الأمريكي إلي السودان سكوت جريشن مسئولي الشمال والجنوب إلي الاستعداد لتقديم تنازلات خلال اجتماعهم في أديس أبابا الأسبوع المقبل لبحث العراقيل المتبقية أمام الاستفتاء المقرر في 9 يناير المقبل علي مصير الجنوب. واعتبر جريشن في تصريحات للصحفيين بواشنطن أن المباحثات يمكن أن تكون فعلا الفرصة الأخيرة للتفاهم علي إطار عمل، وشدد علي أنه لم يبق هنالك سوي 79 يوما علي الاستفتاء "وليس هناك وقت لإضاعته". ومضي جريشن إلي القول إن الطرفين يجب أن يحضرا إلي أديس أبابا وهما مهيآن للتنازل، وأضاف أن العالم بأسره يراقب وسيحكم بناء علي كيفية تعامل الطرفين مع هذه المباحثات وكيف سيتصرفان خلال الشهرين المقبلين. في السياق قال مسئول أمريكي إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قلق علي الوضع في السودان، وإنه يتلقي علي الأقل ثلاثة شروح موجزة من دينيس ماكدونو نائب مستشار الأمن القومي. ففي غضون ذلك حاول السيناتور الديمقراطي الأمريكي جون كيري إغراء الخرطوم بصفحة جديدة معها في حال تمريرها الاستفتاء بهدوء. وقال في تصريحات أدلي بها في العاصمة السودانية إن الولاياتالمتحدة تريد علاقات جديدة مع السودان، وهي تعرض عليه امتيازات فورية إذا أجري الاستفتاء بسلام. وأشار السيناتور الذي يرأس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ إلي أن بلاده سبق لها أن عرضت حوافز تشجيعية علي السودان بينها تخفيف العقوبات المفروضة عليه. وقال "أعتقد أن الناس(السودانيين) لهم الحق في توقع ذلك إذا كان هناك تعاون كامل وإذا جري الاستفتاء بشكل ملائم وحسب المعايير الدولية". وأضاف "أعتقد أن هنالك تعهدا يجب تفعيله بطريقة ما". لكن المسئول الأمريكي حذر في المقابل الخرطوم من اختيار الطريق الخطأ، مشيرا إلي أن هناك "خيارات أخري لدينا لتعزيز العقوبات". يشار إلي أن مباحثات أديس أبابا التي ستجري الأسبوع المقبل بإشراف رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو مبيكي تأتي بعد تسعة أيام من المباحثات بين البلدين أخفقا فيها في حل مشاكل رئيسية بينها ما إذا كان الجنوب سينفصل وما إذا كانت أبيي ستتبع للشمال أم الجنوب.