ثم فجأة وبدون تفسير أو مبرر مفهوم يتحول الوفد- بعد تولي د. سيد البدوي قيادته - من حزب ليبرالي إلي حزب يرتدي العمامة و النقاب ويبدأ في استخدام أساليب العزف علي أوتار الدين ومغازلة تيارالتأسلم المتصاعد في البلد! البدايات كانت مثيرة بعودة أعرق وأكبر الأحزاب التاريخية في مصر إلي الساحة السياسية بقوة، بعد أول انتخابات حزبية تحظي بإجماع وإعجاب الجميع، وقف بعدها لأول مرة الرئيس المنتصر والرئيس المهزوم متشابكي الأيدي، .. وقلنا أهلاً بالوفد الجديد رافداً قوياً ومعارضاً محترماً في الانتخابات القادمة، وكثيرون مثلي تمنوا بل طالبوا بأن يكون د. سيد البدوي هو مرشح الوفد للرئاسة أمام مرشح الحزب الحاكم، موجة التفاؤل بالوفد دفعت العديد من المثقفين والشخصيات العامة إلي الانضمام للحزب، وكان منهم رجل الأعمال رامي لكح والشاعر أحمد فؤاد نجم ود. سعاد صالح التي أنشأوا لها لجنة دينية داخل الحزب!، وسرعان ماتراجع التفاؤل وبدأت عاصفة من الانتقادات لقيادة الوفد الحديثة التي بدأت عهدها بزيارة للمرشد العام للإخوان المسلمين، ثم البدء في انشاء سلسلة من المستوصفات والزوايا الدينية لعلاج المواطنين في تقليد لسلوك الإخوان الدعائي قبل كل انتخابات، وهي الوسيلة التي نجحت في مساعدتهم علي دخول البرلمان السابق ب 88 عضواً!.. حزب ليبرالي شعاره "الدين لله والوطن للجميع"، لا يقوم علي مرجعية دينية، ويميزه تاريخياً أنه الحزب المصري الوحيد الذي كان يضم كل الأطياف الوطنية من اليسار إلي اليمين الاقطاعي.. إلي شيوخ المسلمين إلي رموز المصريين الاقباط الذين كانوا طوال الوقت علي قمة الهرم التنظيمي داخل الحزب، ويصا واصف ومكرم عبيد جنباً إلي جنب سعد زغلول والنحاس،.. ثم فجأة وبدون تفسير أو مبرر مفهوم يتحول الوفد- بعد تولي د. سيد البدوي قيادته - من حزب ليبرالي إلي حزب يرتدي العمامة و النقاب ويبدأ في استخدام أساليب العزف علي أوتار الدين ومغازلة تيارالتأسلم المتصاعد في البلد! وبالطبع اعترض علي هذا التوجه كل من كان يعتبر الوفد هو حصن الدولة المدنية الاخير، الذي بدأ يتداعي أمامهم، في الوقت الذي انشغل فيه رئيس الوفد الجديد في صراعات خاصة مرتبطة بتوسعاته الإعلامية بعد شراء جريدة الدستور واستقالة أو إقاله ابراهيم عيسي! ثم بدأ الحديث يتزايد عن اتجاه داخل الهيئة العليا، ومن الكوادر المؤثرة في الوفد للاستقالة، وحدثني شخصياً قيادي كبير في الحزب عن نيته للاستقاله، وقد طلبت منه ألا يتسرع في اتخاذ القرار وأن يعطي فرصة للحوار الحزبي والمكاشفة الكاملة مع د. سيد البدوي الذي لا أظن شخصياً أنه يمكن أن يسمح للمتربصين بالوفد أن يشقوا صفوفه، وأن يهدموا الحزب الوحيد في تاريخ مصر الذ ي صنعه الشعب وليس الحكومات!!