هل سنري صورة الماضي الجميل.. ويصا واصف جنباً إلي جنب مع سعد زغلول.. أمنية لا أعتقد إعادة تحقيقها! عندما تألق حزب الوفد خلال الأسابيع الماضية في ساحة انتخابات نزيهة تحدث عنها الجميع.. وكم أسعد ذلك الكثيرين في حلم لعودة العهد الليبرالي لهذا الحزب.. واعتقد الجميع أن هناك ما يبشر بمولد جديد لحزب الوفد وترتب علي ذلك انضمام عدد كبير من مختلف الفئات للحزب.. واعتبرنا أن هناك دماء جديدة ضختها الأحداث في الحزب.. لكن مع مرور الوقت لم نجد أن هذه المجموعة التي انضمت للحزب قد تحركت نحو الحزب في مرجعية غير واضحة حيث تراءي للجميع ذلك الاضطراب في أجندة الوفد في الفترة التالية للانتخابات وقد أشرنا لهذه الملاحظة في مقال نشرناه بالليبرالية "نهضة مصر" بتاريخ 20/7/2010 تحت عنوان "الدكتورة سعاد صالح بين الاستنارة والتصالح"، حيث كتبت .. هل يدرس الحزب تاريخ طالب الانضمام دراسة توضح قبوله أو رفضه؟ وهل مبادئ العضو الجديد الوافد تتسق وتتناغم مع مبادئ الحزب؟ أم أن الحزب يقبل أعداداً والسلام؟ وتعليقي أيضاً علي ما قاله د. السيد البدوي في تصريحه "الوفد ليس حزباً بالمعني المعروف للأحزاب لكنه عباءة تجمع كل التيارات السياسية من أقصي اليمين إلي أقصي اليسار" مع كل التقدير لرئيس حزب الوفد نقول إن هذا التصريح متناقض مع أهداف وبرامج الحزب الذي من المفترض أنه علماني أو ليبرالي.. ولا أعتقد أنه ستكون هناك استقامة لنجاحات الحزب الذي يريده رئيسه "مختلطاً".. سجلت هذه الملاحظات ومعذرة لإعادة نشرها لكني وتعتريني دهشة عارمة متسائلاً إلي أي طريق يذهب الوفد.. هل سيرتمي في أحضان ما تسميه حكومتنا بالجماعة المحظورة؟ أقول لذلك لما هو ملاحظ من التقارب الذي يحرص عليه البدوي مع هذه الجماعة، متجاهلاً أن مكانة الحزب وتاريخه العريق يعفيه من ذلك التحالف.. حزب الوفد يسير الآن في طريق سوف تحكي تفاصيله بوضوح الفترة القريبة القادمة.. المثير بحق هو لماذا هذه التنازلات من رئيس حزب الوفد؟.. وما هو رأي الهيئة العليا للحزب؟.. هل هي موافقة علي أن تحصد روح الوفد؟ ولعل تلك الاستقالات المتتالية والتي قبلت بفرح بدون مناقشة.. لهي أقوي دليل علي الروح المضطربة لسياسة الحزب.. لماذا لم يناقش الحزب علي الأقل استقالات أبناء الوفد القدامي؟.. وأذكر في حديث تليفزيوني للسيد سامح مكرم عبيد والذي ذكر أن أحد أسباب استقالته من الوفد.. تخلي الوفد عن شعار الهلال والصليب في مكاتباته وفي كتيب تمت طباعته وارساله مع بعثات الاغاثة لحماس حزف الوفد شعاره التاريخي الذي أحبه كل المصريين، إلي آخر ما ذكره سامح مكرم من أسباب جديرة بالاحترام.. من ذلك يتضح لنا أن الوفد بدأ يفصل له عباءة جديدة يطرزها وفق مقتضيات ما يجري علي الباحة الحائرة المضطربة والقلقة! كما يتضح أيضاً من تصرفات البدوي تخليه عن مفهوم الدولة المدنية بفصل الدين عن السياسة، ومن الواضح أيضاً أن نظرة العديد من الأعضاء الجدد قد تغيرت تجاه الحالة العلمانية للحزب.. وعدم الابقاء عليها.. ومن قراءة ما حدث من البدوي لدي شرائه جريدة الدستور وتبعاتها تتضح لنا الرؤية في اتخاذ القرارات الفردية دون مرجعية للهيئة العليا بالحزب.ما يجري الآن في الوفد أمر يدعو للقلق علي مستقبل هذا الحزب.. بالفعل تبددت تقعاتنا الطيبة لبزوغ فجر جديد لحزب كان في وقت مضي حزبا ناضجاً يحترم المواطنة ويقدس الوحدة الوطنية. آخر العمود: هل سنري صورة الماضي الجميل.. ويصا واصف جنباً إلي جنب مع سعد زغلول.. أمنية لا أعتقد إعادة تحقيقها! عضو اتحاد كتاب مصر [email protected]