يتواصل الجدل داخل إسرائيل إزاء طريقة التعامل مع المطالب الأممية بالتحقيق في الهجوم علي "أسطول الحرية" بين الرفض والتأييد والالتفاف، فيما تتزايد الدعوات لفك حصار غزة باعتباره لا أخلاقي وغير مجد. وتنقل مصادر بإسرائيل عن رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو استعداده لتخفيف الحصار المفروض علي القطاع، وهذا ما يراه مراقبون محاولة ماكرة لامتصاص ضغوط متزايدة من جهات دولية وإشراكها فيه. في المقابل لم تستجب إسرائيل لاقتراح أمريكي بتشكيل لجنة تحقيق محلية بمشاركة مراقب أمريكي، وسبق أن رفضت قرار مجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان الذي دعا إلي تحقيق دولي في الهجوم. وذكرت القناة الثانية الإسرائيلية أن نتنياهو لم يرد علي الاقتراح الأمريكي بعد، لكنه يتحفظ عليه خصوصاً بسبب معارضة وزير الدفاع إيهود باراك تشكيل لجنة تحقيق، فيما قال وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان لإذاعة الجيش إنه لا يرفض مبدئيا مثل هذه اللجنة لأن إسرائيل لا تخفي شيئا. وأكد رئيس اللجنة العليا لمتابعة شئون فلسطينيي الداخل محمد زيدان للجزيرة نت أن حصار غزة هو القضية الأساس رغم أهمية قضية أسطول الحرية، موضحا أن هناك قرارا بمواصلة المشاركة بالمساعي في وقفه. ومقابل إسرائيل الرسمية تتصاعد دعوات في الرأي العام لفك الحصار ولتشكيل لجنة تحقيق، وأشار كبير المعلقين في هآرتس يوئيل ماركوس اليوم أن إسرائيل تقض مضاجع العالم بمشاكلها وأنها بحاجة لتغيير اتجاه من خلال إنهاء الاحتلال. وأكد أن ممارسات إسرائيل كالحصار علي غزة تعزز صورتها السلبية، وأضاف أنه "بينما يقوم الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتغيير وتقليص محاور التوتر في العالم بالتسويات ليس بمقدور إسرائيل التصرف (كبلطجي) الحارة وحتي لو كانت هذه العملية أو تلك مبررة فإن سياسات القوة المفرطة غير مقبولة علي الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة". وعلي غرار وزير التعليم الأسبق يوسي سريد حذر ماركوس من مواصلة الاستهتار بالعالم وبرر تشكيل لجنة تحقيق بوجود أسئلة كثيرة تحتاج لأجوبة تتعلق بصناعة القرار، وقال "علينا المبادرة للجنة تحقيق إسرائيلية بعضوية مراقب أمريكي قبل أن تشكل الأممالمتحدة لجنة من طرفها برئاسة معادية". ودعا كبير المعلقين في هآرتس إلي ضم حزب كاديما المعارض بدلا من حزبي إسرائيل بيتنا وشاس اليمينيين، مؤكدا أن مناهضة العالم لإسرائيل يعد خطرا وجوديا عليها. في المقابل قالت الصحفية ميراف ميخائيلي إنه لا حاجة للجنة تحقيق، معتبرة أن الهجوم علي أسطول الحرية مثير للصدمة كونه يكشف عن ما لا تكشفه لجنة تحقيق. وهذا ما يتفق عليه أبرز أديبين إسرائيليين اليوم عاموس عوز وديفد غروسمان حيث أكد الأول في حديث للإذاعة العبرية العامة أن تورط إسرائيل في مواجهة سفن مدنية معروفة النتائج، وتساءل ماذا كانت إسرائيل ستخسر لو سمحت لها ببلوغ غزة طالما هي محملة بدواء وغذاء؟ وأشار عوز -الحائز علي جائزة إسرائيل بالأدب- إلي أن الحصار علي غزة فاشل وغير أخلاقي، معتبرا استحالة محاصرة مليون ونصف المليون إنسان بسبب جندي واحد أسير.