فارق كبير بين حصار غزة قبل العدوان الوحشي علي أسطول الحرية الاثنين الماضي وبعده.. فالحصار الذي فرض علي القطاع منذ فوز حماس في الانتخابات التشريعية في فبراير 2006 والذي جري تشديده في منتصف 2007 عقب استيلاء الحركة علي غزة، وبات مألوفا لم يعد كذلك حيث تصاعدت الضغوط علي إسرائيل من كل حدب وصوب لتخفيف الحصار ورفعه لتخفيف المعاناة عن 5.1 مليون فلسطيني ولم يقتصر الجدل بشأن رفع الحصار علي خصوم إسرائيل مثل حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله الذي يري فيما جري فرصة ممتازة لفك الحصار لكن امتد إلي حلفائها فالبيت الأبيض يري ان الحصار المفروض علي غزة منذ أربع سنوات لا يمكن ان يدوم ولابد من تغييره.. والأكثر من هذا ان حالة من الجدل تعيشها إسرائيل نفسها بشأن المدافعين عن الحصار والرافضين له.. بل ان هناك إسرائيليين مرموقين ولا أحد يمكنه ان يشكك في وطنيتهم يصفونه بأنه "فاشل وغير اخلاقي".. حتي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وافق علي إجراءات لتخفيف الحصار.. وهذا ان دل فإنما يدل علي الخسائر الفادحة التي لحقت بإسرائيل وجيشها من جراء العدوان علي سفن اسطول الحرية وهو ما جعلها مهددة بالعزلة لدرجة أن وزارة الخارجية الإسرائيلية طلبت من الدبلوماسيين تقليل ظهورهم في المناسبات إثر تكرار مقاطعتهم أو الاحتجاج عليهم.