كشفت صحيفة ذي جارديان البريطانية عن أن القيادات الأمنية العراقية تلقي بلائمة الزيادة الكبيرة في العنف هذا العام علي المعتقلين المطلق سراحهم من السجون الأمريكية المثيرة للجدل، والذين استغلوا مدة عقوبتهم في تجنيد قادة جدد و "التخطيط للمجازر " التي حدثت بعد إطلاق سراحهم. وقالت الصحيفة إن المقابلات التي أجريت مع مسئولين بالجيش والشرطة في أنحاء بغداد والمناطق المضطربة في الأنبار وديالا، رسمت صورة لبلد يقترب مرة أخري من حافة الهاوية، حيث يتعرض ضباط الأمن ونقاط التفتيش إلي هجمات شبه يومية يمولها سجنان أمريكيان في العراق. وأشارت إلي أن هذا السيناريو يتناقض بشدة مع تقييم عسكري أمريكي زعم العام الماضي أن 4% فقط من 88 ألف سجين معتقل منذ عام 2003 اتهموا بارتكاب جرائم جديدة بعد إطلاق سراحهم. ويزعم قائد الفرقة السادسة للجيش العراقي في جنوب وغرب بغداد اللواء أحمد عبيدي السعيدي أن نحو 80% من المعتقلين إما أنهم تحالفوا أو أعادوا تحالفهم مع مجموعات مسلحة، معظمها من القاعدة في العراق أو توابعها. وقال إن 86 سجينا سابقا في السجنين الأمريكيين المعروفين باسم معتقل كروبر ومعتقل بوكا، اعتقلوا مرة ثانية منذ 10 مارس الماضي. يشار إلي أن السلطات أصبحت في قلق متزايد بسبب نوعية العنف الأخير وتصاعد عدد الهجمات، حيث شهدت حالات عديدة مقتل أسر بكاملها في مناطق كانت تعتبر منذ ثلاث سنوات قضايا خاسرة. ولفتت الصحيفة إلي أن الولاياتالمتحدة تقوم حاليا بتسليم آخر سجونها للحكومة العراقية. وقد أغلق سجن بوكا جنوبي العراق في أغسطس الماضي، في حين يضم معتقل كوبر قرب مطار بغداد حاليا ثلاثة آلاف نزيل. وكان المعتقلان يضمان أيام ذرروتهما نحو 25 ألف سجين. وعلق أحد مستشاري اللواء نيلسون كانون نائب قائد برنامج الاعتقال الأمريكي بقوله إن جميع المعتقلين تم تسليمهم إلي السلطات العراقية قبل إطلاق سراحهم، ثم أطلق سراحهم جميعا من قبل الحكومة العراقية بناء علي قوة القضايا الموجهة ضدهم.