قالت صحيفة أمريكية إن الدور الذي لعبته تركيا في إبرام صفقة نووية مع إيران ينم عن قوة دبلوماسية صاعدة. وأشارت صحيفة ذي كريستيان ساينس مونيتور إلي أن هذا الدور ينسجم مع سياسة خارجية تزداد حيوية، وتمتد من الكونغو إلي روسيا وحتي أمريكا الجنوبية، وتسعي لتضم كل ما يقع بين ذلك. وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو استضاف بداية الأسبوع مؤتمرا في إسطنبول عن السياسة الخارجية لبلاده و"النظام العالمي" في القرن الحادي والعشرين. وتستمد تركيا نفوذها الدبلوماسي المتعاظم من موقعها في مفترق الطرق بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، وكونها معبرا للناس والتجارة وملتقي للأفكار وممرا للطاقة. ثمة عامل آخر ربما ساعد في تعزيز ذلك النفوذ ألا وهو رفض الاتحاد الأوروبي المتكرر لمحاولات تركيا الحصول علي عضويته, كما يري فن أوسلر هامبسون المتخصص في الشؤون الدولية بجامعة كارلتون الكندية في أوتاوا. ولاحظ هامبسون أن الرئيس التركي عبد الله جول عندما سافر في مارس الماضي إلي الكاميرون والكونغو اصطحب معه وفدا مؤلفا من 140 رجل أعمال, وهو ما اعتبره بمثابة شاهد علي تطور التجارة التركية الأفريقية التي قفزت من 1.5 مليار دولار أميركي في 2001 إلي أكثر من 10 مليارات دولار العام الماضي. ويمضي النشاط الدبلوماسي التركي بشكل "محموم" إذ جاء توقيع الصفقة النووية مع إيران بعد أسبوع من قيام الرئيس السوري بشار الأسد بزيارة تركيا, ثم جاء بعده الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف. واصطحب رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان معه عشرة وزراء ومائة رجل أعمال تركي عند زيارته أثينا، وهي الرحلة التي اعتبرها نقطة تحول في العلاقات مع اليونان. وترتبط تركيا كذلك بعلاقة وطيدة مع البوسنة والهرسك, وتسعي جاهدة للانضمام للاتحاد الأوروبي, وستستضيف خلال هذا الأسبوع اجتماعات عن الصومال وعن دعم مساعي السلام الإسرائيلية الفلسطينية. وسيزور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تركيا في وقت لاحق.