واشنطن وكالات الأنباء: أكدت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية أن "الانتظار" و"الاحتواء" هما الخياران الوحيدان للتعامل مع حكومة كوريا الشمالية التي تعيش في عزلة عن العالم طوال الأعوام الستين الماضية. وتساءلت الصحيفة الأمريكية في سياق رصدها للهجوم المفاجيء من جانب بيونج يانج علي احدي جزر كوريا الجنوبية الصغيرة. عن الأسباب التي دفعتها بعد مرور ستين عاما علي وضع "اللا سلم واللا حرب" إلي الاقدام علي تلك الخطوة؟ والسبب وراء إحجام كوريا الجنوبية عن الرد بشكل مناسب والاكتفاء باطلاق بعض الصواريخ الصغيرة؟ ورأت الصحيفة في تقرير علي موقعها الالكتروني أن الهجوم العسكري الكوري الشمالي يكشف عن رغبة لم تتحقق من جانب قادة بيونج يانج الذين يصبون إلي هزيمة كوريا الجنوبية دون غزوها. خاصة أن نظام حكم كيم حونج إيل لايمكنه الاقدام إلا علي خوض معارك صغيرة فقط من أجل احراز نقطة تضاف إلي انجازاته التي هو في حاجة إليها حتي وإن كان يعكف أيضا علي بناء ترسانة من الأسلحة النووية لا يمكنه استخدامها فعليا. أكدت الصحيفة أن المطلوب من جانب كيم أو وريثه كيم جونج أون من أجل انهاء هذا الجمود. الموافقة علي المسار الوحيد الخاص بإعادة وحدة شبه الجزيرة الكورية بالأساليب السلمية والتوافق بين الشطرين. أشارت الصحيفة إلي أن الوضع الاقتصادي المتردي لكوريا الشمالية يضعها أمام مأزق عدم إبرام اتفاق جيد من أجل إعادة الوحدة الذي يعد الأمل الوحيد للوضع القائم بحيث يمكنها المطالبة بانسحاب للقوات الأمريكية من كوريا الجنوبية أو ترهيب سول علي أدني تقدير بحيث تخضع لمطالبها. أوضحت الصحيفة أن بيونج يانج حاولت قبل ذلك الخروج من عزلتها والانفتاح بعض الشيء علي العالم الخارجي إلا أن كيم اكتشف آنذاك أن مثل هذا الاجراء قد "يفتح عيون شعبه" أمام المحنة الاقتصادية التي يعيشها بالمقارنة بكوريا الجنوبية الأمر الذي قد يؤدي إلي انتفاضة شعبية. كما أن الصين حليف كوريا الشمالية الوثيق يفضل الوضع الراهن والابقاء عليه بتزويد جارتها بالوقود.