أثارت تصريحات د. محمد البرادعي الأخيرة في الولاياتالمتحدة ردود فعل متباينة بين قوي المعارضة، وأحدثت بوادر أزمة داخل الجمعية الوطنية للتغيير بعد رفض عدد من أعضائها تصريحات البرادعي التي قال فيها إنه لا يوجد مبرر لأن تتحدث الإدارة الأمريكية عن انتهاكات حقوق الإنسان في العالم وتصمت عما يحدث في مصر. ففي الوقت الذي اعتبرها أمين إسكندر القيادي بحزب الكرامة عضو الجمعية تصريحات في غير محلها، مشيرا إلي أن أمريكا هي التي تساند النظام المصري وتصمت علي استبداده حفاظا علي مصالحها علي حد قوله مضيفا أن أمريكا ستتدخل لصالح تعديل الأحوال وتغيير السياسات ونشر الديمقراطية في مصر وهذا يدل علي أنه "مابيفهمش في السياسة". وأكد أنه لن يحدث إصلاح حقيقي في مصر إلا من الداخل عن طريق بناء قوة تغيير شعبية. أكد د. حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة وعضو الجمعية الوطنية للتغيير أن د. البرادعي لم يقصد مطالبة أمريكا بالتدخل في شئون مصر ولا يطالب بذلك أحد من أعضاء الجمعية الوطنية. وأشار إلي أن قضية حقوق الإنسان لم تعد شأنا داخليا وإنما أصبحت تهم العالم كله، قائلا إن المشكلة التي تواجه أمريكا أثناء اقترابها من ملف حقوق الإنسان أنها تركز اهتمامها علي الدول التي تختلف مع توجهاتها السياسية، وتتجاهل الدول التي تربطها علاقات طيبة مع قادتها. وأضاف أن د. البرادعي يعي جيدا أن الديمقراطية لن تتحقق إلا عن طريق الشعب. ووصف جورج إسحاق المنسق العام السابق لحركة كفاية وعضو الجمعية الوطنية تصريحات البرادعي بأنها سياسة عامة ومقبولة من حيث اعتراضه أي البرادعي علي التفرقة التي تتبعها أمريكا في معاملتها مع مصر ومعاملتها مع الدول الأخري في مجال حقوق الإنسان. ونفي إسحق أن تكون هذه التصريحات دعوة لأمريكا للتدخل في الشئون المصرية، مشيرا إلي أن البرادعي يراهن علي الشعب لإحداث التغيير. وأشار إلي موقف العداء الذي تتخذه الولاياتالمتحدة وإسرائيل ضد البرادعي بسبب تقاريره عن العراق. بينما استنكر د. حسام عبدالرحمن رئيس الحزب الجمهوري الحر تصريحات البرادعي حول الأوضاع السياسية في مصر قائلا: لم يكن ينبغي للبرادعي أن يطالب أمريكا بعدم الصمت علي انتهاكات حقوق الإنسان التي تحدث في مصر. فهذه دعوة صريحة للاستقواء بالأجنبي وفقا للأجندة الأجنبية التي يعمل البرادعي من خلالها علي حد قوله. وأشار عبدالرحمن إلي أن البرادعي يدعو أمريكا من خلال هذه التصريحات لغزو مصر لتغيير نظام الحكم بالقوة.