في أول نشاط سياسي منذ وصوله إلي مصر، عقد الدكتور محمد البرادعي اجتماعاً أمس مع عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية استمر لمدة ساعة ونصف الساعة بمقر الجامعة العربية، وفي الوقت الذي رفض فيه كل من البرادعي وموسي الحديث مع وسائل الإعلام واكتفيا بالتقاط الصور، ترددت أنباء عن أن المقابلة تناولت الملف النووي الإيراني والوضع في المنطقة العربية. علمت "نهضة مصر" من مصادرها أن البرادعي تحدث مع موسي عن انتخابات الرئاسة القادمة، واستطلع رأي موسي فيها، وموقف موسي من المشاركة في الانتخابات القادمة. جاء اجتماع موسي والبرادعي متزامنا مع اجتماع عقده ائتلاف الأحزاب الأربعة الوفد والتجمع والناصري والجبهة بمقر حزب التجمع، حضره كل من الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع، والدكتور محمود أباظة رئيس حزب الوفد، ومنير فخري عبدالنور سكرتير عام حزب الوفد، وأحمد حسن الأمين العام للحزب الناصري، والدكتور أسامة الغزالي حرب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، ومارجريت عازر الأمين العام لحزب الجبهة الديمقراطية، شهد الاجتماع خلافات عنيفة بين قيادات الأحزاب حول موقفها من البرادعي. وعلمت "نهضة مصر" أن الدكتور رفعت السعيد الأكثر رفضاً لتأييد ترشيح البرادعي لانتخابات الرئاسة، وانتقد الضجة الإعلامية المثارة حول البرادعي منذ وصوله للقاهرة، كما انتقد الاستقبال الشعبي للبرادعي في مطار القاهرة الدولي. وأكد مصدر أن حزبي الوفد والناصري كان لهما نفس رأي حزب التجمع، واعتبرت قيادات الأحزاب الثلاثة أن البرادعي يقيم بصفة دائمة خارج مصر، وغير مدرك للأوضاع السياسية في مصر، وانه هاوي سياسة، وعليه تحفظات، وله أخطاء كبيرة، وأن عملية إعلان نيته للترشيح لرئاسة الجمهورية جاءت استجابة للضجة الإعلامية، وغير مبنية علي أساس واقعي، وأن البرادعي ليس لديه القدرة علي الكفاح مع طوائف الشعب من أجل التغيير، فيما رحب الدكتور أسامة الغزالي حرب بإعلان ترشيح البرادعي لانتخابات رئاسة الجمهورية باعتباره أداة للتغيير. وأكد المصدر أن الدكتور أسامة الغزالي حرب طالب بفتح حوار بين الأحزاب الأربعة مع الدكتور البرادعي، والنظر إليه باعتباره إضافة إلي القوي السياسية وأن وجوده في الحياة السياسية يشكل زخماً إعلامياً وشعبياً تستطيع القوي السياسية من خلاله الضغط علي النظام الحاكم لإدراك التغيير المنشود في الأوضاع السياسية. قال الدكتور محمود أباظة إن الأحزاب اتفقت علي عقد مؤتمر اصلاح أيام 13، 14، 15 مارس القادم، يشارك فيه بجانب أحزاب الائتلاف عدد من الشخصيات العامة وممثلو القوي السياسية المختلفة لمناقشة التعديلات الدستورية والتشريعية المطلوبة، وأيضاً مقترحات القوي السياسية لضمانات نزاهة الانتخابات البرلمانية والرئاسية. وأكد أباظة أن الأحزاب لن تتفق علي مرشح لانتخابات رئاسة الجمهورية، فالوقت مازال طويلاً، مؤكداً أن الأحزاب الأربعة اتفقت فيما بينها علي التنسيق في انتخابات الشوري والشعب القادمة. قال الدكتور أسامة الغزالي حرب إن مؤتمر الإصلاح يهدف إلي وضع اقتراحات القوي السياسية لتعديل المادتين 76 و77.