الصديق العزيز حلمي النمنم في مقاله الأخير ب "المصري اليوم" أشاد برئيس جامعة عين شمس دكتور أحمد زكي بدر لإصراره علي كشف الفساد الأكاديمي الذي يتواصل ويجدد أدواته وآلياته ويطيح بالقيم الجامعية بل بقيم المجتمع كله، هذا المقال ذكرني بحديث حلمي النمنم منذ سنوات عن حريق مسرح بني سويف واستشهاد أكثر من خمسين فنانا ومبدعا ومواطنا.. ثم قرأت منذ أيام قليلة عن نجاة أحد المحافظين من حادث لمسرح آخر، أما محافظ بني سويف الحالي فهو رئيس جامعة أسيوط السابق الذي التقيته في يناير 2008 بنقابة الصحفيين وأوضحت له بعض المعلومات المغلوطة عن مركز اللغات بجامعة أسيوط واتحاد الطلاب، والتطوير الذي كان بالفطير والزفة بالمزمار والرقص وقت زيارة د. هاني هلال للجامعة العريقة التي أسسها العظيم سليمان حزين.. ثم جاء يوم يتولي فيها رئاسة الجامعة من يقول أنا مش الرئيس مبارك علشان أدوس علي زرار وأحل المشاكل.. أنا رئيس جامعة وما أقدرش أحل سوي مشاكل الجامعة.. وأنا جيت بمجهودي ومعرفش حد في رئاسة الجمهورية ولا مجلس الشعب ولا الحزب الوطني (المصري اليوم 6/1/2009) مثل هذا الحوار سمعت كلاما قريبا منه في يناير 2008.. لكن لرئيس الجامعة السابق.. وهو يتحدث عن محاربة الفساد في الجامعة والدور البارز لرئيس الجامعة للنهوض بها وبالمحافظة نفسها من أجل الوطن!!.. وعلي رأي المثل "اسمع كلامك أصدقك" (لا مؤاخذة).. فالسيد الوزير أحمد درويش يدعو أجهزة الحكومة وقطاع الأعمال إلي الاعتراف بمشكلات الفساد حتي يمكن علاجه (المصري 23/6/2009). ومن هذا المنطلق فنحن مستعدون أن نقف عند هذا الحد فقط فنحن لا نريد إلا أن نحارب الفساد في الجامعة فقط أو علي الأقل نبدأ منها، ولكن ليدلنا أحدكم أيها المحترمون عن الراعي الرسمي لهذا الفساد حتي نحاول أن نبطل مفعوله بقدر ما نستطيع ونكرر مقولة شارل ديجول بأن النهوض والتنمية الحقيقية تبدأ من الجامعة والقضاء فإذا انصلحتا انصلح المجتمع كله.. فلن نقف عند اعتداء الطلاب العرب في أكاديمية السادات للعلوم الإدارية علي أعضاء هيئة التدريس بالضرب والسب والتهديد بالحبس في بلده.. وبالمناسبة هذه الأكاديمية تابعة للدكتور أحمد درويش وليس لهلال.. كما أننا لن نقف عند الارتباك في مجلس الدولة بعد ضبط رئيس محكمة متلبسا بالرشوة الجنسية في الإمارات (الشروق 7/4/2009). فكل هذه أحداث فردية.. وأما عن لجان الترقيات وما يحدث فيها من كوارث تتخطي المجاملات حيث هناك السرقات العلمية التي يغطي عليها بل وتذبح وتسال دماؤها علي أوراق الأبحاث المقدمة.. فما أفظع التسيب والاستهتار والتستر وعدم الضرب بيد من حديد علي كل من غاير ضميره وأصبح يتبوأ أعلي المناصب فأين ميثاق الشرف الجامعي.. كما يقول د. عادل الأصفهاني في (بريد الأهرام 21/7/2009) لقد تقدم عضو هيئة تدريس بجامعة القاهرة بالتماس لرئيسها الدكتور حسام كمال لترقيته إداريا بعد أن رسب أربع مرات متتالية فرفض رئيس الجامعة المحترم أن يرقي أستاذا دون لجنة الترقيات وكتب لقد آلت جامعة القاهرة علي نفسها ألا يتدخل في هذا الأمر.. فمن الذي أدخل هذا العضو ليكون ضمن أعضاء هيئة تدريس جامعة القاهرة أليس هو الشخص الذي كان مفصولا من جامعة إقليمية وبقي 7 سنوات في إنجلترا لا يعرف شيئا ثم حصل علي شهادة مثل نائب رئيس الجامعة الأسبق في إحدي الجامعات ثم أصبح عميدا يتشدق بالمبادئ الدينية ويكتب فيها فهو مثل الأستاذ الذي رقي العديد من أتباعه ومريديه ويتنكر لهم الآن.. في النهاية أقدم التحية لرئيسي جامعتي القاهرة وعين شمس علي هذين الموقفين المحترمين. وأكرر للأستاذ الدكتور المحافظ أتمني أن تراعي المكلومين في حريق بني سويف منذ أربع سنوات.. وأن تراجع الجامعة الخاصة في محافظتك التي نالت أرضا من محافظ سابق أصبح بعد أن منحها الأرض لصديقه رئيسا لنفس الجامعة ويشاع أنه شريك فيها.. وقد سألت وزير التعليم منذ أسابيع قليلة عن علاقته بهذا المحافظ السابق فأقسم إنه لا يعرفه.. لكننا يا سيادة المحافظ ورئيس الجامعة السابق نُصر أن يعرف المجتمع كله أين الفساد لنكشفه ونقضي عليه.. كما قال الدكتور أحمد درويش أو علي الأقل نعرف من الراعي الرسمي لهذا الفساد.. وإنا لمنتظرون.