دورة جديدة من العنف تجتاح العراق حاليا، وبعد 30 يوما من انسحاب القوات الأمريكية خارج المدن وقد تلونت أحدث طبعة للعنف في العراق باللون الطائفي حيث استهدفت سلسلة من الهجمات المنسقة مساجد شيعية عقب صلاة الجمعة مما يهدد باشتعال حرب طائفية علي غرار ماحدث عام 2006. وقد قتل شخصان علي الأقل وجرح 15 في انفجار بمدينة كركوك شمال العراق، وذلك بعد ساعات من سلسلة هجمات استهدفت مساجد شيعية ببغداد أوقعت عشرات القتلي والجرحي. وقالت الشرطة العراقية إن شخصين علي الأقل قتلا بينهم منفذ التفجير و15 آخرين جرحوا عندما انفجرت سيارة كان يقودها "انتحاري" مستهدفا سوق آزادي الشعبي في مركز المدينة. والانفجار هو الثاني خلال شهر، مشيرا إلي أن السلطات المحلية ربطت بين هذا التفجير والتفجيرات التي اندلعت في بغداد، وأعربت تلك السلطات عن خشيتها أن تعيد تلك التفجيرات الحالة الأمنية إلي سنوات الصراع الطائفي والقومي قبل ثلاث سنوات. كما قُتل ثمانية وعشرون عراقياً علي الأقل، وجرح نحو خمسين آخرين، في سلسلة تفجيرات وقعت الجمعة في العاصمة العراقية واستهدفت مساجد شيعية. وقالت الشرطة إن هذه التفجيرات استهدفت كلا من مسجد الشروفي في حي الشعب، ومسجد الصدريين في الزعفرانية، ومسجد الرسول الأعظم في منطقة جسر ديالي، ومسجد الحكمي في الكمالية، إضافة إلي مسجد الإمام الصادق بمنطقة الإعلام في بغداد. وأوضحت الشرطة أن أعنف هذه الانفجارات وأكثرها دموية هو انفجار سيارة مفخخة قرب جامع الشروفي في منطقة الشعب شرق بغداد، الذي أدي إلي مقتل نحو عشرين شخصا وإصابة ما يزيد علي أربعين آخرين بجروح مختلفة. وقال الأمين العام لتيار الأحرار المستقل أمير الكناني إن سيارة مفخخة انفجرت في مسجد الشروفي أثناء الركعة الثانية لصلاة الظهر. وأوضح أن عدد القتلي يزيد علي ثلاثين. وأضاف إن قوات الأمن العراقية التابعة لعمليات بغداد قامت بعد الانفجار مباشرة بإطلاق النار علي المصلين مما أدي إلي مقتل أربعة آخرين. وردا علي سؤال حول دوافع تلك القوات في إطلاق النار علي المصلين، قال الكناني إن هذه القوات غير مدربة وقد ارتبكت عندما حدث الانفجار. وعزا تزامن الانفجارات إلي وجود "مخططات لجماعات إرهابية" تريد العودة بالبلاد إلي العنف الطائفي، لكنه استدرك بالقول إن المشكلة الآن هي في الأجهزة الأمنية لأنها "مخترقة وتعمل علي أساس حزبي وليست مهنية ولا مختصة". من ناحية أخري انهت القوات البريطانية ستة اعوام من وجودها في العراق بدأت مع الاجتياح الذي اطاح بنظام الرئيس السابق صدام حسين ربيع العام 2003. وبموجب الاتفاق الموقع العام الماضي بين لندن وبغداد، غادرت القوة المتبقية العراق الاسبوع الحالي، وفقا لمتحدث باسم السفارة البريطانية في بغداد. ويبلغ عدد هذه القوة حوالي المائة جندي من اصل 46 ألفا شاركوا في الاجتياح. يذكر ان بريطانيا سحبت الجنود المائة التابعين للقوة الملكية البحرية الي الكويت بسبب عدم اقرار البرلمان العراقي اتفاقية تنظم عمل هذه القوة. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية ان فترة بقاء قواتنا تنتهي في 31 يوليو، وقمنا بسحب المدربين التابعين للبحرية الملكية بالتزامن مع محادثات مع الحكومة العراقية حول الموقف (الاتفاقية الجديدة)". واشار الي ان مجلس الوزراء العراقي اقر الاتفاقية، مضيفا ان "بريطانيا ستواصل تدريب ضباط الجيش كجزء من قوات حلف الناتو في العراق كما ستقوم باعداد مدربين تابعين للجيش العراقي". وكان مجلس الوزراء اقر الاتفاقية، لكن البرلمان فشل في تحقيق النصاب المطلوب للتصويت عليها، كما بدأت العطلة البرلمان الصيفية التي تنتهي آخر اول اسبوع من سبتمبر. ويأتي الانسحاب البريطاني بعد يوم من بدء التحقيقات بشأن مشاركة بريطانيا في حرب العراق. وقال مسئول ان التحقيق بشأن المشاركة البريطانية في الحرب بدا رسميا مع الاعلان بان رئيس الوزراء السابق توني بلير سيدعي للادلاء بإفادته.