تعتبر رياضة الفورمولا للسيارات من أكثر الرياضات التي تحتاج إلي تدريبات من نوع خاص علي عكس ما قد يعتقد الكثيرون فليس من المهم أن يكون المرء سائقاً بارعاً فقط بل يستلزم الأمر أكثر من ذلك بكثير خاصة في ظل المنافسة الشرسة التي أصبحت السمة الغالبة علي منافسات هذه الرياضة حيث أكد الخبراء الرياضيون والطبيون في العديد من المناسبات أن سائقي الفورمولا يخضعون إلي تدريبات قاسية قد لا يخضع إليها العديد من لاعبي الرياضات الأخري مثل كرة القدم وغيرها. ففي اسبوع السباق مثلا، يقضي السائق يوما في تدريبات العنق، ويوماً في تمارين اللياقة البدنية والليونة، وآخر في السفر الي البلد الذي يستضيف السباق، في التمارين الخاصة بليونة العضلات او علاج الاصابات، فيما يخصص يوم واحد للراحة..اما اليوم الأخير فيشهد تمارين التنفس، علي ان يخضع السائق صباح اليوم التالي المخصص للسباق لتدليك خاص بالعضلات. وصحيح ان كثيرين يعتبرون ان سيارة الفئة الاولي هي التي تقوم بكل العمل علي حلبة السباق مستندة في ذلك الي محركها الجبار وانسيابيها القادر علي مواجهة الرياح العاتية، الا انه يتوجب علي السائق ايضا ان يجمع ما بين القوة، الليونة البدنية والشجاعة كي يتمكن من السيطرة علي اسرع سيارة في العالم لمدة حوالي 90 دقيقة تمثل عمر كل سباق من سباقات هذه الرياضة الميكانيكية. ولكن قبل كل ذلك، بات يقع علي عاتق السائق الاهتمام بوزنه اكثر من اي وقت مضي..فالاسباني فرناندو الونسو، سائق فريق رينو، فقد 5.3 كلج منذ سباق جائزة البرازيل الكبري، الجولة الاخيرة من بطولة العالم 2008، بحسب ما اشارت اليه صحيفة "دياريو اس" الاسبانية. المعلوم ان الونسو بلغ بوزنه في السنة الفائتة حدود ال70 كلج، قبل ان يخضع لبرنامج تدريبي مكثف وفي الاونة الاخيرة تراجع وزنه علي اثره الي 67 كلج. وبات الوزن يلعب دورا جوهريا في الفئة الاولي بعد ادخال "نظام استرداد الطاقة الناشطة" (كيرز) في بطولة العالم. ويعمل نظام "كيرز" علي تخزين الطاقة المهدرة خلال عملية تباطؤ السيارات خلال السباق، قبل ان توزع مباشرة خلال عملية التسارع، ما يسمح للسائق بالحصول علي 80 حصانا اضافيا خلال فترة 76.6 ثانية، علما بأن هذا النظام هو صديق للبيئة اكثر من نظام البطاريات العادية. واشارت الصحيفة نفسها الي ان البرنامج الذي خضع له الونسو تمثل في قيادة الدراجة الهوائية لمدة اربع ساعات يوميا، الامر الذي ادي الي اقترابه من الوزن المثالي الذي حدده مهندسو فريق رينو في ضوء مقتضيات "كيرز"، والبالغ 65 كلج..وقال فابريتسيو بورا، المدرب الخاص للسائق الاسباني: "سبق لي ان عملت مع دراجين عدة، وقد استنتجت ان الونسو قوي للغاية، اقوي من اي وقت مضي. ليس قادرا علي فقدان وزن اضافي، وان فعل، فلا شك في انه سيبدأ بفقدان القوة التي يحتاجها لخوض السباقات، وليس هذا بالطبع ما نريد". زميل الونسو في رينو، البرازيلي نيلسون بيكيت، خضع هو الاخر لبرنامج خاص بهدف انقاص وزنه، وكشف السائق بأنه نجح في خسارة اربعة كيلوجرامات، غير ان مجلة "اوتو موتور اوند سبورت" الالمانية اكدت انه عجز عن التخلص من اكثر من كيلوجرام واحد..والمعلوم ان ابرز ما يتوجب علي السائق التركيز في تدريبه عليه يتمثل في عضلات العنق. فعندما يصل بالسيارة الي احد المنعطفات علي حلبة السباق، فان الضغط الذي يصطدم بالعنق يتضاعف بمعدل خمس مرات مقارنة بزنته الطبيعية، وبالتالي يصبح وزن الخوذة وحدها حوالي سبع كيلوجرامات يتوجب علي السائق تحمل وزرها. وليس العنق وحده ما يتطلب تدريبا بل ان الدخول في سباق خاص بالفئة الاولي يساوي خوض الماراثون إلا أن العداء في السباق الاخير يبقي قادرا علي اعتماد سياسة معينة لتوزيع طاقته، في الوقت الذي يتوجب علي سائق فورمولا واحد الثبات علي مستوي مرتفع طيلة السباق.