سيطر الجيش اللبناني علي مناطق المواجهات في مدينة طرابلس بشمال لبنان ولاسيما في الاحياء الفقيرة لمنطقتي باب التبانة وجبل محسن اللتين سجل مسلحوها جولة جديدة من العنف خلال اليومين الماضيين حصدت 9 قتلي و44 جريحا. وقد دخلت وحدات الجيش الي عمق الشوارع والازقة الداخلية في منطقتي باب التبانة وبعل محسن واحياء البقار والمنكوبين والشعراني والملولة وسيرت دوريات راجلة ومؤللة واستقبلها الاهالي بنثر الارز والعطور ابداء لارتياحهم دخول الجيش للمرة الاولي الي عمق المناطق التي شهدت اشتباكات ضارية. وكان الجيش وبالتنسيق مع قوي الامن الداخلي بدأ في تنفيذ خطة امنية اعلن عنها وزير الداخلية زياد بارود حيث ردت وحدات الجيش علي مصادر النيران في مناطق الاشتباكات واعتقلت عددا من المسلحين وبدأت بالدخول الي عمق شوارع المدينة. تجدر الاشارة الي ان اشتباكات اليومين الماضيين تسببت بنزوح نحو ألف عائلة من اماكن الاشتباكات في اتجاه المناطق الاكثر امنا لاسيما الي المدارس الرسمية واحتراق عشرات المنازل والمحال التجارية. وقد رحبت فاعليات طرابلس النيابية والسياسية والحزبية بالخطوات التي اتخذتها القوي الامنية في مناطق الاشتباكات في المدينة لوضع حد نهائي لحالة الاقتتال والمواجهات العسكرية خصوصا بعد إجماع فاعليات المدينة علي مطالبة القوات الامنية باتخاذ كل التدابير الآيلة الي ضبط الوضع بشكل حازم والتصدي لمطلقي النار من المسلحين في مناطق التوتر والاشتباكات. ساسيا، أمسكت الشرعية مجددا بزمام الأمور في مدينة طرابلس بشمال لبنان لتضع حدا لجولة من العنف أجمعت صحف بيروت علي مختلف اتجاهاتها في الايام الاخيرة علي تحميلها عنوانا سياسيا متصلا بأزمة اعداد البيان الوزاري للحكومة الجديدة. ويتردد الان التساؤل بعد اخراج الشمال من دوامة الاقتتال ما اذا كان ذلك مؤشرا الي قرب الخروج من دوامة فقرة المقاومة في البيان الوزاري والتي شلت جهود اللجنة الوزارية علي مدي الجلسات الثماني التي عقدتها الي الآن. في هذا الاطار اعتبرت مصادر وزارية في الاكثرية ان القرار السياسي شكل غطاء مهما من اجل وقف دورة العنف في طرابلس وهو يساعد في تصويب المسار في اتجاه حل معضلة البيان الوزاري.