تجددت الاشتباكات فجر اليوم في مدينة طرابلس شمالي لبنان رغم توقيع الأطراف الفاعلة في المدينة مساء أمس ميثاق شرف يحرم الاقتتال بين أبناء منطقتي جبل محسن وباب التبانة. وتركزت تلك الاشتباكات بين مناطق باب التبانة وجبل محسن، واستخدمت فيها الأسلحة النارية والقذائف الصاروخية. وبحسب مصادر امنية لبنانية فإن شخصا آخر قد قتل صباح اليوم في اشتباكات مذهبية في مدينة طرابلس شمالي البلاد وهو ما يرفع عدد القتلى الى ستة أشخاص. وكانت الاشتباكات قد اندلعت امس مما أدى الى مقتل خمسة أشخاص أحدهم من قوى الأمن الداخلي واصابة أكثر من عشرين آخرين احدهما من قوى الامن الداخلي. الاشتباكات اندلعت بداية بين منطقة جبل محسن ذات الاغلبية العلوية ومنطقة باب التبانة حيث لتيار المستقبل النفوذ الاقوى. ثم اتسعت الاشتباكات لتشمل منطقة القبة حيث الحضور السلفي هو الطاغي. وقد اخذت تلك الاشتباكات طابعا مذهبيا قد يكون دخول السلفيين فيه هو العنصر الابرز ولاسيما ان الحضور السلفي في لبنان هو الاقوى وزعيم التيار في لبنان داعية اسلام الشهال هو من مدينة طرابلس. وكانت الأطراف السياسية في منطقتي باب التبانة وجبل محسن قد وقعت ميثاق شرف برعاية مفتي طرابلس يحرم الاقتتال بين أبنائهما، وذلك بعد اشتباكات قتل فيها شخصان وأصيب ثلاثون آخرون بجروح. وينص الاتفاق الذي تم التوصل إليه في ثكنة للجيش اللبناني، على أن تتولى القوات المسلحة مهمة حفظ الأمن وملاحقة المخلين به وقمع مظاهر التسلح. وقد أجبر القتال عددا من سكان تلك المناطق على النزوح عنها نتيجة استمرار الاشتباكات التي سببت تدمير عدد من المنازل والمتاجر والسيارات. وتضم منطقتا باب التبانة والقبة غالبية سنية بينما سكان جبل محسن علويون. وكان الجيش الذي انسحب من مناطق المواجهات في بدايتها فجر الأحد، انتشر في القطاعات الأخرى بالمدينة لمنع توسع الصدامات. وتأتي هذه المواجهات بينما لم تشكل حتى الآن حكومة وحدة وطنية ينص عليها اتفاق الدوحة الذي أبرم إثر أزمة سياسية طويلة أدت إلى اشتباكات في عدد كبير من المناطق. وسمح الاتفاق بانتخاب ميشال سليمان -الذي كان قائدا للجيش- رئيسا للبلاد بعد فراغ في رئاسة الجمهورية استمر ستة أشهر. وفي سياق منفصل أعلن نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله أن "المقاومة ليس أداة ظرفية ينتهي دورها عندما تنتهي الذريعة، بل المقاومة رؤية ومنهج وليست ردة فعل عسكرية فقط". أما مسؤول العلاقات الدولية بالحزب فقال إنه لن يكون هناك على رأس أي جهاز أمني في لبنان أو أي موقع عسكري "من لا تطمئن المقاومة إلى صدق ولائه للوطن". وأضاف نواف الموسوي أنه "لن يستطيع أحد أن يعين في أي موقع من هو مشبوه في ولائه الوطني أو من هو متآمر على المقاومة". وفي المقابل، وصف النائب عن تيار المستقبل عزام دندشي ما سماه إصرار حزب الله على "التدخل السافر" في تعيين أي موظف أمني بأنه "خطير ومرفوض". وفي جنوب لبنان عاد الهدوء إلى مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بعدما تسبب انفجار في إصابة عماد ياسين المسؤول في تنظيم جند الشام وعلي مصطفى أحد كوادر عصبة الأنصار إحدى القوى الإسلامية في المخيم. وأصيب ياسين بجراح بليغة بينما أصيب مسؤول عصبة الأنصار بإصابة متوسطة. وحدث الانفجار جراء عبوة ناسفة كانت موضوعة على جانب الطريق في منطقة الطوارئ في المخيم.