سارعت إسرائيل والعراق والولاياتالمتحدة إلي نفي ما جاء في تقرير إعلامي إسرائيلي تحدث عن قيام سلاح الجو الإسرائيلي بالتحليق في الأجواء العراقية في طلعات تدريبية علي مهاجمة أهداف مهمة في العمق الإيراني، مستخدما قواعد جوية تسيطر عليها القوات الأمريكية في العراق. ونفي متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أمس الأول مضمون التقارير الإعلامية التي قالت إن الطائرات الحربية الإسرائيلية أجرت سرا تدريبات من أجل هجوم محتمل علي إيران في قواعد خاضعة لسيطرة الولاياتالمتحدة في العراق، واعتبر ما جاء في هذه التقارير من معلومات لا أساس له من الصحة. وقال مصدر أمني إسرائيلي إن التقرير الذي نشر علي موقع صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية علي الإنترنت نقلا عن شبكة إخبارية محلية غير صحيح ويفتقر للمصداقية. كما نفت وزارة الدفاع العراقية علمها بتدريبات لسلاح الجو الإسرائيلي في الأجواء العراقية، وقال اللواء محمد العسكري المتحدث باسم الوزارة إنه لم ترصد أي مقاتلة إسرائيلية تتدرب في أجواء العراق. أما برايان ويتمان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية فقد أكد في تصريح له أنه لا يمكن تصديق هذا التقرير، واعتبر أن الأمر لا يتعدي شخصا تلقي "معلومات خاطئة أو يحاول إثارة البلبلة عمدا". وكان تقرير صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية نسب إلي مصادر في وزارة الدفاع العراقية قولها لشبكة إخبارية محلية إن طائرات حربية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي كانت تتدرب في المجال الجوي العراقي وهبطت في قواعد جوية أمريكية في البلاد استعدادا لضربة محتملة ضد إيران. وأشار التقرير إلي قاعدة جوية في محافظة الأنبار غرب العراق قرب بلدة حديثة تخضع لسيطرة الجيش الأمريكي الذي يتولي المسئولية الأمنية في هذه المنطقة. وكانت مقاتلات إسرائيلية أجرت الشهر الماضي مناورات مشتركة شرقي المتوسط مع نظيرتها اليونانية وصفها محللون عسكريون بأنها تدريبات علي ضرب أهداف إيرانية. أوردت صحيفة جارديان البريطانية أمس مقالا لأستاذ بالفيزياء النظرية أكد فيه أن النووي الإيراني لا يزال سلميا، وأن طهران لم تحصل علي الوقود المستنفد الضروري لصناعة الأسلحة النووية، كما أن برنامجها لا يستهدف حتي الآن سوي إنتاج اليورانيوم ذي الخصوبة الواطئة. فتحت عنوان "إيران وسوريا والسلاح النووي" كتب الأستاذ الفخري بجامعة ساسكس نورمان دومباي مقالا في جارديان، أورد في بدايته قول دانيال كارمون نائب السفير الإسرائيلي بالأمم المتحدة إن الأمريكيين والبريطانيين تمكنوا من صناعة القنابل النووية بوقت لم يكن لديهم فيه سوي عشرين جهاز طرد مركزي "فما بالك بالإيرانيين الذين لديهم ثلاثة آلاف من هذه الأجهزة؟". لكن الكاتب نبه إلي أنه لا البريطانيون ولا الأمريكيون استخدموا في برامجهم النووية المبكرة أجهزة طرد مركزية لتخصيب اليورانيوم، بل اعتمدوا في إنتاج أسلحتهم النووية الأولي علي طريقة الانتشار الغازي التي يتم من خلالها تحويل اليورانيوم إلي غاز.