فيما يستعد حزب الله لاستقبال اسراه المعتقلين لدي اسرائيل، في اطار صفقة لتبادل جثث الجنود الاسرائيليين القتلي، تسود اسرائيل حالة من اجواء الهزيمة بعد اعتراف رئيس حكومتها ايهود اولمرت "بأنه لاتوجد اوهام ستعرف حزنا لا يوازيه سوي الاحساس بالذل، نظرا الي الاحتفالات التي ستجري في الطرف الآخر في لبنان. واعترف اولمرت بنجاح خطة حزب الله في خطف الجنود الاسرائيليين لارغام اسرائيل علي اطلاق سراح الاسري، وانه لم يكن هناك اي خيار سوي الموافقة علي الصفقة التي تعطلت اكثر من عام بسبب الخلاف علي عدد الاسري الذين سيتم اطلاق سراحهم، وبعد ان وافق حزب الله علي ترك تحديد اعداد الاسري الفلسطينيين لاسرائيل، وبعد ان كان حزب الله يشترط الافراج عن المناضل الفلسطيني مروان البرغوثي. اولمرت قرر اخيرا اللجوء الي الواقعية السياسية سواء بالتوصل الي اتفاق تهدئة مع حماس علي جبهة غزة، والي اتفاق لتبادل الاسري مع حزب الله، علي الرغم من انه لن يحصل الا علي جثث جنديين قتلا في الحرب الفاشلة التي قام بها في 2006، ومعلومات عن الطيار "اردن اراد" وهو ما برره رئيس "الاركان الاسرائيلي بقوله" انا قائد الجنود الاحياء والقتلي. واقعية اولمرت عززت من مكانته السياسية داخل اسرائيل في مواجهة خصومه، فهو يتحرك عبر تلك الصفقات لتأمين الحدود مع لبنان واستمرار اتفاق وقف اطلاق النار مع حزب الله، وتأمين الحدود مع غزة وتثبيت اتفاق التهدئة مع حركة حماس. وعلي الناحية الاخري فإن حزب الله وحماس يحتفلان بتحقيق انتصارات سياسية مهمة عبر اجبار اسرائيل علي قبول شروطهما، وستدعم تلك الانتصارات من مكانة حزب الله داخل المعادلة السياسية اللبنانية في ظل استمرار ازمة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وهو ايضا ما سيحدث بالنسبة لحركة حماس التي نجحت في فك الحصار الاسرائيلي جزئيا واصبحت طرفا في اي معادلة سياسية، وهو ما يقلق السلطة الفلسطينية التي كانت تتمتع بحرية حركة وتفاوض وحدها مع اسرائيل.. ولابد ان حكومة اولمرت من خلال الصفقات التي عقدتها مع حزب الله وحماس تعمل علي ترحيل التناقضات وتفجير الخلافات داخل لبنان وفلسطين، وفي نفس الوقت تنعم بحدود هادئة جدا في ظل اتفاقاتها مع الاطراف القوية صاحبة الصواريخ.