وافقت الحكومة الصهيونية أمس على صفقة تبادل الأسرى بينها وبين حزب الله اللبناني، وأيد الصفقة 22 وزيرًَا مقابل 3، ويعد هذا رضوخًا صهيونيًا جديدًا لشروط المقاومة اللبنانية، وظهر هذا في نبرة رئيس الوزراء الصهيوني الحزينة وهو يقول: " ستعرف إسرائيل حزنا لا يوازيه سوى الإحساس بالذل نظرا إلى الاحتفالات التي ستجري في الطرف الآخر"، بينما أشارت بعض المصادر إلى أن الجنديين الصهيونيين اللذين يزمع تبادلهما في صفقة أسرى مع حزب الله اللبناني قتلا. وسيفرج الكيان الصهيوني في إطار الصفقة عن خمسة أسرى؛ بينهم سمير القنطار، وستنقل إلى حزب الله عشرات الجثامين وأشلاء لعناصر حزب الله". وبالمقابل تتسلَّم السلطات الصهيونية الجنديين الأسيرين في لبنان: الداد ريغيف، وإيهود غولد فاسر، كما أنها ستتسلم أشلاء جنودٍ قُتلوا خلال حرب لبنان الثانية، وتقريرًا حول مصير ملاح الجو المفقود رون أراد. وأعلنت الخطوط العريضة لاتفاق تبادل الأسرى مع حزب الله الذي صادقت عليه الحكومة الإسرائيلية بأغلبية ساحقة رغم "ثمنه الباهظ". وأفاد مكتب أولمرت أن أبرز نقاط اتفاق التبادل تقضي بأن تستعيد جندييها المخطوفين إيهود "غولدفاسر والداد ريغيف" وتحصل على تقرير حول اختفاء الطيار رون أراد المفقود في لبنان منذ العام 1986 وكذلك على معلومات حول بقايا رفات جنود صهاينة قتلوا في حرب يوليو/ تموز 2006. في المقابل سيطلق الكيان الصهيوني أسرى ومحتجزين، وتسلم جثث لبنانيين، ومن بين الأسرى الأسير الأقدم في السجون الصهيونية "سمير القنطار" وأربعة من مقاتلي حزب الله، كما ستنقل "تل أبيب" رفات بضع عشرات ممن سقطوا في مواجهات مع الجيش الصهيوني أو تسللوا إلى الكيان الصهيوني بينهم ثمانية عناصر من حزب الله. وأضاف مكتب أولمرت أن الاتفاق يقضي بأن تسلم الحكومة "الإسرائيلية" إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون معلومات حول أربعة دبلوماسيين إيرانيين فقدوا في لبنان عام 1982. كما ستطلق إسرائيل بعد تطبيق هذا الاتفاق أسرى فلسطينيين. ويترك تاريخ وعدد الذين سيطلقون لما تحدده إسرائيل. تكتم حزب الله من جهة أخرى أفادت مراسلة الجزيرة في بيروت بأن حزب الله تكتم على تفاصيل الصفقة، وأنه باستثناء تصريح رئيس المجلس التنفيذي في الحزب هاشم صفي الدين امتنع المسؤولون عن إعطاء تصريحات عن الحدث. وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن الحزب علق تصريحاته لحين تسلم الأسرى المزمع إطلاقهم. واعتبر صفي الدين أن موافقة الحكومة الصهيونية على اتفاق لتبادل جثتي الجنديين الإسرائيليين بأسرى لبنانيين تثبت أن حزب الله نجح في "فرض شروطه". وشدد على أن "المقاومة في يوليو/ تموز 2006 تحدثت عن العهد وهو تحرير الأسرى". وأضاف "هذا دليل على أن كلمة المقاومة هي الأصدق والأقوى والعليا". وقال رئيس المجلس التنفيذي بحزب الله في احتفال تأبيني في جنوب لبنان إن المقاومة أقوى كثيرا مما كانت عليه بكل الأبعاد عسكريا وسياسيا وشعبيا. مؤكدا "أن كل الدنيا لن تتمكن أن تصل إلى الهدف الإسرائيلي في استعادة الجنود دون أن تفرض المقاومة شروطها وهي تحرير الأسرى".