وضعت حركة حماس شروطا جديدة للتوصل الي تهدئة مع اسرائيل في قطاع غزة ولاستئناف الحوار مع حركة فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس"أبومازن". واعلن اسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني المقال "اولا لا بد ان نتفق علي مباديء للحوار نتفق علي مباديء ثم اليات للتنفيذ". واضاف هنية وهو قيادي بارز في حركة حماس في كلمة امام تجمع للنقابات في غزة "نقطة البداية الصحيحة هي الجلوس المباشر بين طرفي الازمة او الحوار الثنائي بين فتح وحماس علي طاولة واحدة وليس عبر الوساطة برعاية عربية، مؤكدا ان المشكلة مع حركة فتح وليس مع منظمة التحرير. وشدد هنية ان "الاتفاق لا بد ان يكون حزمة متكاملة". وكان الرئيس محمود عباس دعا الاربعاء الماضي الي حوار وطني شامل لانهاء الانقسام الفلسطيني وهو ما اسرعت حركة حماس للترحيب به. وشكل عباس الاسبوع الماضي لجنة تضم اعضاء في منظمة التحرير لهذا الحوار الذي لم يعلن موعد انطلاقه. واكد هنية ان الحوار يجب ان يتناول "كل القضايا والتفاصيل (...) الملف الامني والشراكة ومنظمة التحرير الفلسطينية والمؤسسة القضائية"، موضحا ان هذه القضايا "ظلت عالقة" بعد اتفاق مكةالمكرمة الذي جري التوصل اليه في يناير 2007 بين حركتي فتح وحماس برعاية العاهل السعودي المللك عبد الله بن عبد العزيز. واشار الي ان حركته قدمت ورقة من عشر نقاط "تتحدث عن وحدة الضفة الغربية وقطاع غزة واحترام الشرعيات واعادة بناء الاجهزة الامنية وحق المقاومة وتشكيل حكومة انتقالية لكل الوطن الفلسطيني حتي الانتخابات المطلوبة علي ان تكون نتيجة حوار وليست شرطا". وتتصل نقطة الخلاف الرئيسية بين السلطة الفلسطينية وحماس باشتراط عباس العودة الي الوضع الذي كان قائما قبل ان تسيطر حماس علي قطاع غزة في 14 يونيو 2007. لكن الرئيس الفلسطيني لم يأت علي ذكر هذا الشرط في مبادرته لاستئناف الحوار. من جهة اخري، تحدث هنية عن شروط انجاح التهدئة مع اسرائيل في قطاع غزة. وقال "اذا (كان) هناك توجه نحو تهدئة لا بد ان يقابلها رفع الحصار ولا بد من تواريخ محددة لفتح المعابر (في قطاع غزة) ونوعية البضائع التي ستدخل للقطاع". واضاف "الشيء المهم هو معبر رفح (الحدودي مع مصر) يجب ان يكون ضمن مشروع التهدئة". وهي المرة الاولي التي تشترط حماس جدولا زمنيا لفتح المعابر في قطاع غزة وتحدد نوعية البضائع التي ستدخل القطاع، وذلك لارساء تهدئة مع الدولة العبرية. وكانت اسرائيل اغلقت تلك المعابر منذ سيطرت حماس علي القطاع في صيف العام الفائت. في المقابل، تربط اسرائيل فتح معبر رفح المغلق في شكل شبه دائم منذ يونيو 2006 بالافراج عن الجندي جلعاد شاليط الذي اسرته حماس في 25 يونيو من العام نفسه. واكد هنية ان المسئولين في حركته "معنيون ان تنجح مصر بهذه الجهود للتهدئة التي تاتي في سياق حماية شعبنا ومصالحه". ووصل عاموس جلعاد، المسئول في وزارة الدفاع الاسرائيلية يوم الخميس الي القاهرة للتفاوض مع المسئولين المصريين حول شروط اتفاق تهدئة في قطاع غزة. وقررت الحكومة الامنية الاسرائيلية الاربعاء اعطاء فرصة للمساعي التي تقوم بها مصر، مؤكدة في الوقت نفسه الاحتفاظ بالخيار العسكري في حال استمر اطلاق الصواريخ من قطاع غزة علي بلدات جنوب اسرائيل. واعتبر هنية ان الحديث عن عملية عسكرية اسرائيلية واسعة في قطاع غزة "يأتي في سياق حرب اعلامية وابتزاز اسرائيلي للشعب الفلسطيني وفرض شروط علي التهدئة"، لكنه شدد علي ان "اجتياح قطاع غزة بالنسبة لهم (الاسرائيليين) مغامرة غير محسوبة ولا يدركون اثارها ولا تداعياتها لا محليا ولا اقليميا". ووسط تصفيق من الحضور، اشار الي ان الاسرائيليين وضعوا ثلاثة شروط للعملية العسكرية في شمال قطاع غزة في مارس الماضي وهي "اسقاط حكومة حماس وايقاف الصواريخ (المحلية) ووقف ما يسمونه التهريب، وباعترافهم (الاسرائيليين) لم يتحقق اي من هذه الاهداف وخرجوا من شمال القطاع. لذلك لجأوا للحديث عن التهدئة".