في ضربة جديدة لسياسات الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي يغادر البيت الأبيض في يناير المقبل أبدي الشارع التشيكي معارضة قوية لاستضافة الرادار الأمريكي الذي سيتبع منظومة الدرع الصاروخية في أوروبا. وأفاد أحدث استطلاع للرأي أن غالبية المواطنين التشيك يعارضون إقامة قاعدة الرادار الأمريكية في بلادهم والتي ستتبع منظومة الدرع الصاروخي وسط أوروبا. وبحسب نتائج أحدث استطلاع أجراه مركز أبحاث الرأي العام نهاية الأسبوع الماضي فإن 72% من المواطنين يرفضون هذا المشروع رغم موافقة الحكومة عليه. وتأتي هذه الموافقة ضمن اتفاقية من المقرر التوقيع عليها منتصف يوليو القادم، حسب ما ذكره الكسندر فوندرا نائب رئيس الحكومة التشيكية للشئون الأوروبية ومصادر وزارة الخارجية. وأعرب أغلب الرافضين للمشروع عن خشيتهم من تعرض البلاد لهجوم مسلح في حال أقيم الرادار، وأكدوا أن علي الحكومة احترام الديمقراطية بالاستماع إلي هذه النسبة التي تزداد يوما بعد يوم. وفي إطار الاحتجاج علي هذا المشروع، يواصل التشيكيان يان توماش ويان بيندنارج منذ أواسط الشهر الماضي إضرابهما عن الطعام وسط براج. وقد انضم إليهما سياسيون وفنانون ومعارضون سابقون لتنظيم سلسلة من الإضرابات الرمزية عن الطعام يتم التناوب عليها بشكل يومي. الناطقة باسم الخارجية قالت إن الوزير كاريل شفارتسينبيرج تدخل بشكل شخصي عبر التحدث مع المضربين من أجل العدول عن إضرابهما، لكنه فشل في إقناعهما. وذكرت زوزانا أوبلاتالوفا أنهما طلبا منه مقابل إنهاء إضرابهما تعليق الحكومة التفاوض مع الأمريكيين لمدة عام والحصول علي موقف رسمي من الاتحاد الأوروبي بشأن إقامة الرادار في البلاد، وإجراء نقاش عبر وسائل الإعلام حول الرادار يشارك فيه معارضون ومؤيدون له. لكن الوزير رفض إعطاء أية موافقات إلا أنه وافق علي موضوع النقاش، مضيفا أنه يجب إعطاء الأولوية للحجج العقلانية لا العاطفية. وأشارت المسئولة إلي أن الوزير أكد بداية هذا الأسبوع أن الاتفاقية التشيكية الأمريكية بشأن الرادار أصبحت جاهزة، وستوقع في أقرب فرصة ليصار لتحويلها للبرلمان لاحقا للمصادقة عليها. من جهته دعا يرجي باروبيك رئيس الحزب الاجتماعي التشيكي ثاني أقوي الأحزاب المعارضة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس لعدم التوقيع علي اتفاقية الرادار. ويتزايد عدد المعارضين لإنشاء الرادار حتي من الأحزاب الائتلافية في الحكومة، خاصة حزب الخضر الذي يبدو أنه انقسم بين مؤيد ومعارض