في تحد سافر للعرب والمسلمين وكل الشرفاء حول العالم تمضي آلة الحرب الإسرائيلية المدعومة أمريكيا في ارتكاب هولوكوست القرن الحادي والعشرين بقطاع غزة متجاهلة كل النداءات والقرارات الداعية إلي وقف جرائمها بحق الشعب الفلسطيني الأعزل. ولم يكن بمقدور إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يبحث عن نصر رخيص يعوضه عن هزيمته المذلة في لبنان عام 2006 ووزير دفاعه إيهود باراك الباحث عن كرسي الحكومة الإسرائيلية حتي لو كان علي جثث الأطفال والنساء والشيوخ الفلسطينيين تنفيذ مخططهما الإجرامي لولا الغطاء الأمريكي المتمثل في الفيتو بمجلس الأمن والمدمرة يو إس إس كول التي جاءت لتأمين ظهر الجيش الإسرائيلي خشية أن يقدم حزب الله علي فتح جبهة في الشمال لتخفيف الضغط علي حركة المقاومة الإسلامية حماس في غزة. ومن المؤكد أن الحل الدموي لن يقضي علي حماس كقوة علي الأرض ولن ينهي المقاومة الفلسطينية المشروعة للاحتلال مهما كان جبروت وبطش آلة الحرب الإسرائيلية. وقد أدي تصاعد القصف الإسرائيلي واستهداف المدنيين وتوالي سقوط الشهداء والمصابين إلي اكتظاظ مستشفيات شمال قطاع غزة بأعداد كبيرة من الجرحي والشهداء. وحذر أطباء ومصادر صحية من كارثة جراء النقص الهائل في الأدوية والمستلزمات الطبية بسبب استمرار الحصار الذي يمنع دخول الاحتياجات اللازمة إلي القطاع. وعجزت ثلاجات الموتي -التي تعطل بعضها بسبب الحصار- عن استيعاب أعداد الشهداء المتصاعدة، مما اضطر أهل غزة إلي الإسراع في دفن أبنائهم الشهداء دون استيفاء إجراءات مراسم التشييع، كما دفع تصاعد أعداد الجرحي إدارة المستشفيات إلي تحويل غرف الولادة وبعض الحجر الأخري إلي غرف للعمليات. وبسبب تلك الأحوال اضطرت إدارة مستشفي دار الشفاء وهو أكبر مستشفيات قطاع غزة إلي أن تطلب عبر الإذاعات المحلية من الأطباء والممرضين ومن لديه خبرة في إسعاف المصابين التوجه إلي المستشفي للمساعدة في إنقاذ حياة الجرحي. وأفاد مدير العلاقات العامة بمستشفي الشفاء بغزة رائد العريني بأن الجرحي وجثث الشهداء استمروا في التوافد بأعداد كبيرة، وأشار إلي وصول مئات المصابين والجرحي الذين لم يجدوا فراشا وأسرة يستلقون عليها بسبب امتلاء الغرف بالمصابين. وأضاف أن غرف العمليات الجراحية بالمستشفي لم تتوقف عن العمل وأن كثيرا من المصابين ما زالوا ينتظرون أدوارهم لإجراء العمليات اللازمة. من جهته قال الدكتور ضياء الخازندار رئيس قسم العظام بمستشفي "دار السلام" بغزة, إن حجم المصابين الذين وصلوا قسم العظام مخيف وخطير للغاية, ووصف إصابات الجرحي بأنها قاتلة. وأفاد الخازندار بأن غرف العمليات بالمستشفي أصبحت غير قادرة علي استيعاب المزيد من المصابين، مشيرا إلي أن غرف العمليات الجراحية لم تقف حتي اللحظة عن العمل جراء تزايد أعداد الجرحي. كارثة صحية بدوره أشار خالد راضي الناطق باسم وزارة الصحة بالحكومة المقالة بغزة, إلي أن الوضع الصحي لمستشفيات القطاع ينذر بكارثة صحية وذلك للعجز الكبير التي تعانيه معظم المستشفيات التي لم تعد قادرة علي تقديم الخدمات الطبية جراء النقص الهائل في الأدوية والمستلزمات الطبية. وأوضح أن المستشفيات بشمال غزة "امتلأت عن بكرة أبيها بالمصابين الذين وصلت أعدادهم إلي أكثر من 70 شهيدا، ونحو 200 مصاب منذ الأربعاء أكثر من نصفهم من الأطفال".