رغم أن الجدران العازلة فشلت في جلب الأمن للشعوب التي لجأت لهذه الحيلة منذ سور الصين العظيم الذي بني لحماية الامبراطورية الصينية من هجمات الغجر وحتي سور برلين الذي فشل في تكريس انقسام ألمانيا الي شطرين فإن اسرائيل تراهن علي إحياء هذا الاسلوب البالي ظنا منها أنه يمكن أن يوفر لها الحماية من ضربات المقاومة الفلسطينية المشروعة.. حيث تخطط اسرائيل لبناء جدار أمني علي حدودها مع مصر علي طريقة الجدار العنصري العازل مع الأراضي المحتلة رغم فشله في إخماد المقاومة الفلسطينية. وقررت اسرائيل تعزيز حدودها مع مصر عبر اقامة سياج في عدة مناطق بهدف منع تسلل ناشطين فلسطينيين الي اراضيها. وقال مسئول كبير رافضا الكشف عن اسمه بعد اجتماع ضم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ووزير الدفاع ايهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني ان "اسرائيل ستبدأ قريبا بناء سياج في قطاعين" علي الحدود مع مصر. لكن القرار اتخذ بشكل خاص لمنع اي تسلل لانتحاريين فلسطينيين من سيناء المصرية بعد فتح ثغرات في السياج الحدودي بين قطاع غزة ومصر بالمتفجرات في الاونة الاخيرة. واغلقت هذه الحدود في مطلع الاسبوع الماضي لكن اسرائيل تخشي تسلل ناشطين فلسطينيين دخلوا الي سيناء المصرية، الي اراضيها لشن هجمات. وميدانيا، سقطت ثلاثة صواريخ وقذيفة هاون اطلقت من قطاع غزة في جنوب اسرائيل بدون ان تسفر عن اصابات. وتبني الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) اطلاق الصواريخ علي غزة. وقال نائب رئيس الحكومة الاسرائيلية حاييم رامون للاذاعة العامة انه يجب "استخدام سلاح الضغوط الاقتصادية لانها حرب جارية ضد حماس". من جهته طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في تصريحات للصحفيين في رام الله اسرائيل "بألا تزيد القيود علي الشعب الفلسطيني، وأن تساعد علي ايصال جميع المواد الإنسانية وغير الإنسانية للشعب الفلسطيني". ودعا عباس ايضا الي وقف اطلاق الصواريخ مشيرا الي ان "الوضع يجب أن يتمثل بعدم اطلاق الصواريخ وبنفس الوقت الا يعاقب الشعب الفلسطيني عقابا جماعيا". وقد فرضت اسرائيل منذ 17 يناير حصارا تاما علي قطاع غزة ادي الي نقص في المواد الغذائية وانقطاع في التيار الكهربائي. ومن اجل التمون، تدفق مئات الاف الفلسطينيين الي مصر بعد فتح فجوات في السياج الحدودي عبر متفجرات وجرافات من قبل ناشطي حماس التي تسيطر علي قطاع غزة منذ يونيو. من جهته قال الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز الذي زار سديروت، المدينة الاسرائيلية الاكثر تضررا من اطلاق الصواريخ، انه "ليس هناك عمليات صغيرة او كبيرة، هناك عمليات مناسبة ام لا".