نحن هنا أمام وزير جاء ليس ليعمل بمعزل عن ما سبقه، بل يستكمل منظومة بها بنية تحتية سليمة، وجود صف ثان من قيادات وزارة الكهرباء، الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة الجديد ليس بعيدا عن قطاع الكهرباء كما يتصور البعض، بل بالعكس الدكتور عصمت حاصل على بكالوريوس هندسة قسم كهرباء بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف وعمل معيدا بجامعة حلوان قبل أن يتجه لقطاع البترول ويعمل بهيئة قناة السويس . وهنا نقول شكرا للدكتور شاكر، الوزير الوحيد الذى حظى بأول رسالة شكر وتقدير من الرئيس السيسى فى حفل قناة السويس الجديدة فى عام 2015 أى بعد عام من توليه حقيبته الوزارية وصفق له الجميع لانتشال مصر من ظلام دامس إلى عبور مؤمن بعد وضعه خطة عاجلة للنهوض بقطاع الكهرباء بعد الحالة التى كان يرثى لها فى أعقاب عام 2013 . الدكتور شاكر طيلة ال 10 سنوات التى قضاها فى أروقة الوزارة، كان يؤهل ويبنى أسطول للكهرباء من إنشاء محطات جديدة وتأهيل القديمة وتطوير فى منظومة الشبكة القومية للكهرباء من خلال التوسع فى جهود شركات الإنتاج والتوزيع ونقل الكهرباء، وزارته منذ أن تسلمها فى حكومة المهندس إبراهيم محلب الأولى فى 2014 أشبه بكرة لهب سواء محطات الإنتاج أو شركات التوزيع أو شركة نقل الكهرباء، كان الوضع مهلل وهنا استخدم مصطلحات لطيفة فى قطاع تأمين شبكته الكهربائية مسألة أمن قومى. لكن الوزير شاكر استطاع أن يلملم الخيوط المبعثرة ويشكل فريق عمل لا يتوان فى خدمة الوطن كان يعمل ليل نهار خلية نحل كنت تمر أمام مبنى الوزارة الشاهق بالعباسية، فى العاشرة مساء تجد مكتب الوزير والمكاتب المجاورة مضاءة يواصلون الليل بالنهار لسرعة عقد الاتفاقات وإبرام التعاقدات لإعادة بناء أسطول الكهرباء المصرى بقيادة شاكر وفريق عمل الوزارة الدوؤب، اعتمد الوزير على فريق عمل الوزارة المخلص والذكر على سبيل المثال لا الحصر المهندس جابر الدسوقى رئيس الشركة القابضة للكهرباء والمهندس أسامة عسران نائب الوزير السابق والمهندسة الشاطرة صباح مشالى نائب الوزير الحالى وأعضاء الشركة القابضة للكهرباء. الوزير شاكر إن كنت تختلف معه لعدم ميله إلى انجذابه لوسائل الإعلام وبطبيعة عملنا طيلة العشر سنوات فترة تولى الوزير شاكر حقيبة الكهرباء بح صوتنا فى قلة تواصله معنا إعلاميا ، لكن كان دائما يذكر جملة " انا بحب شغلى يتحدث عنى "، تجد نفسك مجبرا على احترام رغبته وأدبه الجم وإخلاصه فى عمله وعشقه لملفه المسند اليه وتجديد الثقة فيه على مدار 10 سنوات فى حكومات متتالية لمحلب الأولى والثانية وشريف إسماعيل رحمة الله عليه ومدبولى. الوزير الشاكر المقترب من العمر 80 عاما ويعمل من الخامسة فجرا وحتى ال 11 مساءً تنازل عن مرتبه فور توليه الوزارة، وأبعد شركاته عن التعامل مع مشروعات الوزارة وكان أول قرار له لتجنب شبهة إسناد مشروعات الوزارة لمجموعة شركات الاستشارى شاكر المرقبى، الوزير شاكر كان عندما يتم دعوته لحضور مؤتمر دولى خارج مصر كانت إقامته على نفقته الخاصة ويكتفى بحجز تذاكر الطيران فقط على حساب الوزارة ، الوزير شاكر أسند الفضل فى التفاوض على إنجاز محطات سيمنس الألمانية للرئيس السيسى بقوله إن الرئيس مفاوض بارع فى التفاوض وتخفيض تكلفة إنشاء المحطات .. ولو اى وزير اخر كان صال وجال وتغنى بأنه نفذ محطات كهرباء عالمية على أرض مصرية. الوزير شاكر يترك رؤساء الشركات والهيئات يعملون دون قيود أو تعليمات مشروطة بل عندما تكون هناك جمعية عمومية أو اجتماع لحسابات ختامية يسأل ويستفسر ويغضب أحيانا، لم يتدخل قط فى عمل اى رئيس هيئة من الهيئات الخمس التابعة للوزارة، وهناك عبور آخر يحسب لشاكر مع القيادة السياسية خروج محطة الضبعة النووية للنور وتخرج الدراسات والملفات من الأدراج إلى سطح المكتب لمناقشتها وتجديد دراستها وطرح مناقصتها وخلال 5 سنوات منذ توقيع الأحرف الأولى مع روسيا وحتى كتابة هذه السطور وصلت مصيدة قلب مفاعل المحطة إلى رصيف ميناء الضبعة البحرى . الدكتور شاكر كما يحلو له أن تخاطبه لم يحصل على يوم اجازة طيلة 10 سنوات إلا أيام الجمع والعطلات الرسمية .. بل احيانا خلال أيام الجمع يتابع مع مركز التحكم القومى وقيادات الشركة القابضة للكهرباء الموقف ساعة بساعة .