لم يبدأ المهاجم الايفواري ديدييه دروجبا مسيرته الدولية إلا بعدما تجاوز الرابعة والعشرين من عمره وبالتحديد في أواخر عام 2002 لكنه نجح على مدار خمس سنوات فحسب في تحقيق ما لم يحققه كثيرون غيره ليفرض نفسه حاليا ضمن أفضل النجوم على مستوى القارة السمراء إن لم يكن أفضلهم على الاطلاق.ولا يختلف اثنان على أن معدلات تسجيله للاهداف جعلت من دروجبا أحد أكثر المهاجمين خطورة في أفريقيا وجعلت منه أيضا أحد الاركان الرئيسية في نجاح المنتخب الايفواري المعروف بلقب "الافيال".وكان دروجبا الذي سجل 28 هدفا في 43 مباراة دولية خاضها مع منتخب بلاده من العناصر الاساسية في نجاح الفريق للوصول إلى نهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا لتكون المشاركة الاولى للافيال في البطولة العالمية. كما أنه اللاعب الوحيد في تاريخ كوت ديفوار الذي نال جائزة أفضل لاعب أفريقي وكان ذلك في عام 2006 ويبدو أيضا مرشحا بقوة للفوز بها عن عام 2007 .ويمثل دروجبا "29 عاما" القائد الحقيقي للجيل الايفواري الحالي الذي نجح في الوصول للمباراة النهائية لكأس الامم الافريقية الماضية التي استضافتها مصر مطلع عام 2006 .ولكنه عرقل الافيال في اللحظة الحاسمة وقطع عليهم الطريق نحو الوصول إلى منصة التتويج باللقب الافريقي الثاني في تاريخ كوت ديفوار عندما أهدر إحدى ضربات الجزاء التي احتكم إليها المنتخبان الايفواري والمصري لحسم المباراة النهائية بعد انتهاء وقتيها الاصلي والاضافي بالتعادل السلبي.ورغم ذلك لم تنل هذه الواقعة من حب الجماهير وعشقها لدروجبا فما زال مشجعو الافيال يضعون آمالا عريضة على هذا المهاجم لقيادتهم إلى منصة التتويج في بطولة كأس الامم الافريقية 2008 بغانا والتي تنطلق بعد أيام.وبعد نجاح دروجبا في قيادة تشيلسي إلى الفوز بلقب الدوري الانجليزي لموسمين متتاليين فشل الاثنان في الدفاع عن اللقب في الموسم الماضي ليكون عام 2007 هو الاسوأ لدروجبا منذ أن انتقل إليه من فريق مارسيليا الفرنسي خاصة مع تراجع فرصة تشيلسي في المنافسة على اللقب في الموسم الحالي.ولذلك يسعى دروجبا إلى إنقاذ موسمه الحالي من الضياع ولو اقتصر ذلك على المستوى الدولي ومن هنا كان إصراره على المشاركة في البطولة رغم محاولات تشيلسي لاثنائه عن المشاركة في ظل حاجة الفريق إلى جهوده في الفترة المقبلة من مسابقة الدوري الانجليزي.وقضى دروجبا معظم فترات طفولته بين كوت ديفوار وطنه الام وفرنسا وطنه الثاني حيث انتقل من كوت ديفوار إلى فرنسا وهو في الخامسة من عمره ليقيم لمدة ثلاث سنوات مع عمه مايكل جوبا الذي كان لاعبا محترفا في فرنسا. ولكن الظروف الاقتصادية دفعته للرحيل مجددا إلى فرنسا بعد أن فقد والده وظيفتيهما ليبدأ دروجبا بعدها بقليل ممارسته للعبة في فرنسا قبل أن يلحق به والداه في فرنسا ليلتئم شمل الاسرة مجددا.وانضم لفريق نادي ليفالو المغمور عندما بلغ الخامسة عشرة من عمره وبعدها بدأ دروجبا مسيرته الحقيقية مع اللعبة في عام 1998 من خلال الانضمام لفريق لومان الفرنسي أحد أندية الدرجة الثانية آنذاك ولم يكن دروجبا قد أكمل عامه العشرين بعد ولكنه لم يوقع على عقد احتراف مع الفريق إلا بعدما بلغ الحادية والعشرين من عمره.وفي الموسم التالي 2001/2002 انضم اللاعب لفريق جانجان بدوري الدرجة الاولى وسجل 17 هدفا في أول مواسمه مع الفريق وقاده إلى احتلال المركز السابع في نهاية الموسم ليكون أفضل موقع للفريق في الدوري الفرنسي.