ما احوجنا في الوقت الحاضر الي تلك العقول التي تؤمن بان الحوار هو الطريق الامثل لافراز العقل وتقنين الاعمال الصالحة والافكار الجيدة الخلاقة ويعتبر الاعلامي البارز عماد أديب احد فرسان الليبرالية كما انه اعلامي ناجح. فهو يؤمن بجدوي الحوار ورقيه ويدرك انه الطريق الامثل الذي يقود الي طريق النجاح والسؤدد. ومن خلال لقاء كان ضيفه أديب مع برنامج العاشرة مساء بقناة دريم وفي جلسة هادئة صنعها من خيوط نسيجه الهاديء والوديع كان رائع الحوار ثاقب الرأي في اجاباته وحينما تحدث عن ضياع الحوار قال انه يوجد فراغا دستوريا رهيبا كما وضح ان من شأن الفراغ الدستوري انقسام الناس الي شلل منها القوي والضعيف. ليفرض الاكثر قوة نفسه. وهنا نجد ان ما قاله هذا الرجل المهموم بقضايا بلده مصر يؤكد خوفه في حالة انعدام الحوار فتظهر تلك القوي المختبئة تحت الارض، لتنقض بمخالبها وتنهش جسد الوطن، كما حدث في الجزائر وتركيا. لذلك يؤمن أديب بأن لغة الحوار هي اساس للنجاح.. وياليتنا نضع في عرفنا جميعا ان نمارس لغة الحوار في كل وزارة، في كل هيئة عليا، وفي كل مصنع ومكتب، وفي كل بيت ايضا شريطة ان تكون لغة الحوار بعيدة عن التعالي يحكمها الحب والحكمة من اجل مصلحة الوطن. فبتلك اللغة ذات الحوار الراقي نصنع مجتمعا ناجحا مليئا بروح الحب الذي يحل المشكلات ويصنع الوحدة التي نفتقر اليها في كل موقع. كما يؤمن أديب ان لغة الحوار العقلاني المتواضع والعاقل الحكيم فيها احترام للاخر وهي قضية غاية الخطورة تحيك عناكبها في جسد الوطن وتهدد سلامة وإخاء المجتمع. ويقول ان الغاء الآخر يؤدي الي الانانية وفقدان الأمل وهنا لا نعرف من الصح ومن المخطيء. ومن هنا تضيع الشرعية ايضا فتهتز دعامات المجتمع، وتترنح سلامة الجميع. وكم كان متواضعا حينما قالت له مقدمة البرنامج عن ان هناك صداقة تجمعه بالرئيس مبارك، فكان رده بسيطا، واوضح ان الرئيس يتصل وقت اللزوم باي انسان في المجتمع لتحقيق مطلب لمظلوم او مساعدته. ومن القضايا المهمة التي تحدث عنها الاداء القومي والتزايد السكاني، فهو كإعلامي متمرس وضع يده علي امرين غاية في الاهمية نعم نحن في امس الحاجة الي اعادة تقييم الاداء القومي وانقاذه مما يشوبه من تعثر والوقوف علي الاسباب وسرعة علاجها، وسحق روح الروتين وبث الحياة من جديد في ادائنا القومي. والتزايد السكاني بكل مشكلاته امر يستحق اعادة النظر في تلك الخطة القومية في هذا الشأن. ولم ينس ضيف البرنامج ان يتكلم عن الصحة والتعليم وهما من اخطر القضايا التي يعاني الشعب منها في المرحلة الحالية ونتيجة لتراكمات قديمة احدثت خللا يحتاج الي سرعة العلاج. فهناك مليارات تحدث عنها الاعلامي الكبير تحتاج الي اعادة توظيف سليم للحصول علي نتائج افضل. وكان طول وقت الحوار متفائلا ليس قولا، ولغة التفاؤل هي احدي صفات سلامة الايمان في قلب الانسان لان المتفائل دائما يترك همومه في ذمة الخالق ويعمل بالايمان والجهد الذي كلفه به الله عز وجل. وتحدث أديب عن مساحات الحرية الممنوحة وعدم وصول الحزب الوطني للشارع بصورة جيدة.. وعنده حق فلماذا يترك الحزب الوطني مساحات يعبث بها الاصوليون مخربين عقول البسطاء من شعب مصر. كما يؤمن أديب ان الحلول لن تأتي من فوق بل بالحوار الايجابي.. حقيقة ما جعلني اكتب هذه الكلمات هو التقاء الافكار مع رجل ناجح يمتلك البساطة، والتواضع زاد له. ومع نهاية البرنامج اختتم أديب حواره بالاجابة بكلمة يقولها مع آخر كلمات اللقاء.. قال: لا نملك إلا أن ننجح.. أو ننجح!