السنياريست والأديب عبدالحي أديب امتاز بحرفية الواقعية والقدرة علي تحويل السيناريو إلي عمل إبداعي مصري واقعي يرتبط بالمجتمع والمرحلة مثلما حدث في فيلميه حبيبتي وقصة حب وفيلم لا وقت للدموع، عن قصة فيلم واترلو فالفيلم الأول حبيبتي بطولة فاتن حمامة ومحمود ياسين فيلم رومانسي تدور أحداثه بلبنان عن الغيرة والشك والوحدة والحب الذي تنتابه مشاعر متضاربة أما في فيلم لا وقت للدموع بطولة نجلاء فتحي وحسين فهمي، فإن الفيلم يدخل الجو المصري حيث يرتبط البطل بالحرب وانتصار أكتوبر. أما رائعة عبدالحي أديب أم العروسة عن قصة عبدالحميد جودة السحار فإن دقة تفاصيل السيناريو تنقل المشاهد للحياة في القاهرة أوائل الستينيات ومشاكل الطبقة الوسطي وتشابك العلاقات الإنسانية والأسرية مع المجتمع والحالة الاقتصادية كل هذا في إطار شديد الخصوصية والمصرية التي تؤكد أن كاتب السيناريو المتمكن الواعي قادر علي ترجمة لغة الأدب إلي لغة الصورة المتحركة أو ما يسمي السينما وفنها المؤثر والمحرك للمشاعر والمحفز للرؤي... وكان فيلمه امرأة واحدة لا تكفي للراحل أحمد زكي علامة بارزة في واقعية الأدب النسوي حيث الرؤية الإخراجية لإيناس الدغيدي تمزج العام بالخاص... وما ضرب المجتمع المصري بعد الانفتاح وظهور الصحافة كسلطة رقابية علي الساحة السياسية فكان الفيلم اجتماعيا سياسيا... رومانسيا. رحم الله الراحل عبدالحي أديب فقد خسرته السينما المصرية ولكن أعماله باقية فالفن حي والأديب لا يرحل.