في تطورات ساخنة لإعلان الإخوان عن قرارهم بخوض انتخابات الشوري دون التخلي عن شعارهم التاريخي "الإسلام هو الحل"، علمت "نهضة مصر" أن لجنة حكومية ستقوم بدراسة الوضع القانوني لهذا الشعار، وما إذا كان مخالفاً للدستور وقانون الحقوق السياسية وكيف يمكن التعامل معه قانونياً، خاصة أن الإخوان يستندون في شعارهم إلي حكم للقضاء الإداري وهو ما يتطلب دراسة الأمر وكيفية التعامل معه وكيف يمكن منع استخدام مثل هذا الشعار قانوناً وهل حظر القيام بأي نشاط سياسي علي أساس ديني يتضمن حظر هذا الشعار أم لا وإذا كان كذلك فكيف يمكن تلافي هذا الخطأ، وهل سيتم حظر الشعار بالاسم في القانون أم أن هناك صيغة أخري للتعامل معه. وقالت مصادر حكومية إن الإخوان يلعبون بالنار ويحاولون الاصطياد في الماء العكر ويصرون علي الصدام بشكل استفزازي وهو ما يتطلب الرد عليهم بشكل قانوني، وقال المصدر إن الأصل هو حظر استخدام الشعارات الدينية في العمل السياسي، لأن الشعارات هي أخطر الأسلحة التي يتم من خلالها إدخال الدين في العمل السياسي وجذب تعاطف المواطنين تحت تأثير الدين ولذلك فأي شعار فيه إشارة دينية يعتبر مخالفاً للدستور ويجب منعه لكن المهم هو كيفية تطبيق ذلك، وهذا ما تدرسه اللجنة حتي لا يحدث تضارب يستغله تيار معين علي حساب باقي المرشحين فالأصل أن يتساوي كل المرشحين في فرص الدعاية واستخدام بعضهم، فهذا الشعار يعني تمييزهم، وبالتالي مخالفة صارخة للدستور. وأضاف المصدر أن الغرض من هذا ليس كما يحاول البعض تصويره ترصداً بمرشحي تيار معين وإنما هو تطبيق للدستور يلتزم به الجميع لكن الإخوان يحاولون تصوير الأمر علي أنه موجه ضدهم حتي يستميلوا الناس ويحصلوا علي تعاطفهم وهي لعبة انتخابية مكشوفة يجب تجنب الخوض فيها حتي لا يتحقق للإخوان ما يريدون ويفعلونه قبل كل انتخابات. فالرد سيكون قانونياً وتطبقه اللجنة العليا المشرفة علي الانتخابات. في الوقت نفسه تؤكد مجريات الأحداث والمواقف خلال الساعات الأخيرة، تزايد احتمالات الصدام، في ظل تمسك الإخوان بشعارهم، إذ يقول الدكتور عبدالحميد الغزالي، مستشار المرشد العام للجماعة إن الإخوان لن يتخلوا عن شعارهم مهما كانت العواقب، وأضاف في تصريحات خاصة ل "نهضة مصر": لهم أن يتلاعبوا بأغلبيتهم المزورة كيفما شاءوا.. لكن هذا لن يثنينا عن التمسك بثوابتنا! وأكد الغزالي أن الجماعة لديها استعداد لتلقي أي ضربة أمنية دون أن يجعلها ذلك تتراجع عن موقفها "قيد أنملة". ووصف الغزالي شعار "الإسلام هو الحل" بأنه جوهر المادة الثانية من الدستور -علي حد تعبيره- ولا يتناقض مع المادتين الأولي والخامسة من مواد الدستور. ونفي الغزالي اعتبار التمسك ب "الإسلام هو الحل" نوعاً من الاستفزاز للنظام وقال: "إن منع إظهار هويتنا هو الاستفزاز بعينه". وفي السياق ذاته تباينت ردود فعل الأوساط السياسية تجاه إعلان الإخوان الأخير ووصف صلاح عيسي رئيس تحرير جريدة القاهرة تمسك الإخوان بشعارهم بأنه إصرار علي "النصب السياسي" علي حد تعبيره وطالب بإدراج نص صريح في قانون مباشرة الحقوق السياسية بحظر استخدام الشعارات الدينية، فيما شكك الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع في مصداقية إعلان الإخوان، وقال: "تعودنا منهم أن ينفوا ما صرحوا به في اليوم التالي". وأكد السعيد أن الإخوان ليست لديهم قدرة علي الدخول في صدام مع الدولة خلال الفترة الحالية.