إلي متي ستظل وزارة التربية والتعليم وكذا التعليم العالي في مواقع المتفرجين علي الأحداث والحوادث في المجتمع مع علمنا بأنها مساهمة بشكل فعال وبدور أساسي في تنشئة وتشكيل سلوكيات ووجدان أبناء هذا الوطن العزيز هؤلاء الأبناء هم نواتجها هم الانعكاس المباشر لثقافة المجتمع وقيمه وآماله وطموحاته وأحلامه وتطلعاته هم حصاد سياسات التعليم عبر عقود. انتابتني هذه المشاعر وأنا أشارك في مؤتمر الدراما والتربية المنعقد بالمجلس الأعلي للثقافة يومي 14 و15 فبراير. ثم أصابني الهم والحزن والأسي، كما يصيب أهل هذا البلد الطيب حينما تقرأ عن الأحداث والحوادث التي تتناولها صحفنا وإعلامنا بل محاكمنا ونياباتنا المتعددة دون أن تحرك الوزارة ساكنا. ولكنها تقف موقف المتفرجين والمتفرج له دور أيضا في الدراما، ولكنه غالبا ما يكون متلقيا سلبيا فإلي متي ستظل وزارة التربية والتعليم في مقاعد المتفرجين وأحيانا تهاجم الإعلام وبخاصة الصحافة لأنها تناولت قضية ما تكشف فيها فسادا أو إهمالا أو إساءة استخدام السلطة أو التعسف فيه هالني ما قرأت أن الوزير مصيلحي خاطب أحد الصحفيين بقوله: أنت صحفي من بتوع التعليم قالها معالي الوزير ممتعضا مستهزئا ساخرا مستنكرا حسب وصف د. كريمة عبدالرازق. وأيضا هناك من يقول غدا أنت صحفي من بتوع الحوادث، أو بتوع الإعلام أو الأموال العامة أو كشف الفساد هو فيه إيه؟ أنا لست صحفيا ولا أدعي هذا الشرف ولكنني حينما قررت الكتابة كان لدي إحساس بأن هذا هو دورنا الذي يمكن أن نقدمه لهذا الوطن العزيز الغالي. ولكل أبناء هذا الوطن الذين يتعلمون في مدارسه وجامعاته ويتأثرون بقرارات مسئوليه. ولنعد إلي عناوين تناولتها الصحف وكذا الإعلام المرئي والمسموع. فهناك فساد في التعليم له أسبابه ومواجهاته التي لم نر ثمارها حتي الآن... وهناك رئيس لجنة التعليم في الحزب الوطني يتحدث عن المظاهر الخطيرة التي تسربت إلي مدارسنا وجامعاتنا في بناء المدارس وتجهيز المعامل وإعداد الكتاب المدرسي وغيره من المشكلات المفزعة. وهناك كادر المعلمين الحائر الذي نسمع عنه، ولم يعد للمعلمين حديث إلا عنه، وكأنه هو الحل السحري الذي سيحل كل مشاكلهم ومنها مأساة الدروس الخصوصية التي أصابت التعليم في مقتل، فالطلاب لا يذهبون إلي المدارس لكي يتفرغوا للدروس، وكذا المدرسون مطالبون بالالتزام بميثاق الشرف طبعا أحسن من الشرف مافيش، ولكن أي شرف هذا الذي تطالبون به المعلم وهم يرون فساد إدارتهم ويقفون موقف المتفرجين مثلكم. أي دراما هذه التي نراها في التربية وها نحن نقرأ تحقيقات النيابة عن الطالب في جامعة الأزهر الذي اتهم بالخيانة والتجسس وعدم الانتماء للوطن الذي رباه وبعد أن يعترف يأتي أمام المحكمة ليعلن أن اعترافاته كانت تحت التهديد والإكراه أي أنه ينكر اعترافه، كما أنكر مسئولو التعليم الكبار تصريحاتهم للصحفيين أليست هي جزء من الدراما التي تعلموها من التربية. أي دراما تلك التي جعلت مديرة مدرسة تقوم بإجبار تلميذة علي كتابة إقرار بعدم حدوث واقعة خلع البنطلون لمخالفته للزي مع أن الحادثة قد وقعت بالفعل والكل يعلم ذلك. ولكنها تستخدم جبروتها وصلفها ضد تلميذة صغيرة أليست قمة الدراما ؟ أي دراما تلك التي جعلت المدرسين يجبرون التلاميذ علي الالتحاق بالدروس الخصوصية إجبارا وقسرا والبعض منهم يمد يده ليأخذ النقود من التلاميذ وأحيانا يقتسم معه النقود التي يدفعها ولي الأمر فيقوم بإنفاقها علي التدخين وخلافه ويقبل المدرس هذا الأمر المؤسف. وتتواصل المآسي أي دراما تلك التي حوكم بها طالب الأزهر لأنه أهان سيادة الرئيس وأهان عقيدته ودينه عبر شاشات الكمبيوتر ووقفت جامعة الأزهر في موقف المتفرج بل ذهبت به إلي المحكمة ولم تلتفت إلي وسيلة درامية أخري لتعالج هذا الخلل. أي دراما تلك التي أخرجت لنا مسابقات الجامعة التي شارك فيها عشرون جامعة تم فيها التزوير وتجاهل رئيس لجنة التحكيم في مخالفات صارخة. عبر في نهايتها عشرات الطلاب عن رفضهم لهذه النتيجة بإشارات خادشة للحياء وبألفاظ بذيئة عوقب علي أقل منها المدعو جوزيه بالإيقاف أربع مباريات وخمسين ألف جنيه غرامة. ولم يعاقب عليها هؤلاء الطلاب لأن الجميع مقتنع بأن لديهم بعض الحقوق وأرادوا التستر علي جريمتهم أي دراما تلك التي جعلت تلميذا في السادسة عشرة من عمره يركب سيارة والده فيقتل خمسة أشخاص أبرياء في الطريق العام ويتلف أموالا عامة. أي دراما تلك التي جعلت رئيس مجلس إدارة إحدي المؤسسات التعليمية يظل خمسة عشر عاما في موقعه وتعلم الوزارة مخالفاته المخجلة ولا تبادر بعزله إلا بعد أحاديث الصحافة. أي دراما تلك التي جعلت أولياء أمور إحدي المدارس الخاصة يتظاهرون أمام مكتب النائب العام لأن المدرسة أخذت منهم المصروفات ثم أنكرت ورفضت أن تمنحهم شهادات تفيد حصول أبنائهم علي مستوياتهم الدراسية أو المرحلة التي وصلوا إليها هل ستظل دراما التربية في مكتب النائب العام. أي دراما تلك التي تجعل خريجي التربية لا يعينون في وزارة التربية والتعليم ثم يفاجأ كل منهم بقرارات من أبسطها أن يعلم عشرة من الأميين أو خمسة. أليست هناك إدارة كاملة لمحو الأمية ماذا أنفقت وما عائدها لمحو أمية المواطن المسكين!! دراما التربية مازالت متواصلة ومتصاعدة من أحداث وصراع وأشخاص وأماكن مختلفة وأزمان طالت واستطالت ومازالت الإدارة في مواقع المتفرجين في الدرجة الثالثة أو المقصورة الرئيسية يا سادة البطل دائما هو النظام الذي لا يري ولكن نلمس نتائجه فأين النظام أيتها الوزارة؟ رأينا نتائج النادي الأهلي في مائة عام الآن هناك مجالس إدارات تعاقبت فانتخبت واحتفلت بزويل وبمائة بطولة. أما الوزراء الذين تعاقبوا علي وزارتنا فهذا هو ناتجهم مازال لدينا أمل سنحيا من أجله فتحية وسلام لكل من يقدم الأمل حتي من خلال الدراما والتربية وتعليم أبنائنا والسلام.