قاعد بافكر في غلبي وغلب الناس.. لقيت نفسي سرحت شوية.. وحسيت اني بعدت عن واقعي حبتين.. ولاقيت نفسي مبلم وبفكر في ولا حاجة.. وسألت نفسي "هوه أنا ياتري روحت فين؟" ولما تأكدت اني مش عارف انا روحت فين ولا كنت مبلم ليه الحقيقة خوفت علي نفسي من الزهايمر.. وقلت لنفسي أمسك نفسك ياأبو خليل وماتسرحش السرحة اللي كنت تايه فيها عن نفسك دي تاني.. بس الحقيقة أنا ابتديت افكر ياتري أنا روحت الروحة اللي مش معروفة دي ليه.. وياتري أنا لوحدي اللي بيحصلي ده.. ولا فيه ناس زيي بتجيلهم الحالة دي.. قلت طيب انزل الشارع وابص علي الناس كده وأشوف وشوشهم عليها ايه.. وحصل ونزلت.. وحصل وشوفت.. شوفت ايه بأه.. شوفت الناس ماشية في الشارع مبلمة وزي ماتكون متخدرة ماشية وبس.. وشوشهم ماعليهاش أي تعبير.. لا تعرف البني آدم منهم حزين.. ولا زعلان.. واللا متضايق.. ولا قرفان.. وطبعا مستحيل يكون فرحان.. فاقتنعت ان الحالة اللي بتجيلي دي اللي مبقاش عارف فيها انا ايه ولا فيه أيه والا بفكر في ايه قصدي حالة الولاحاجة دي اتاريها برضه راكبة مع الناس.. بس بيني وبينكم رجعت بيتي وأنا بقول لابد وان اقاوم حالة الولا حاجة دي.. طب تقاومها ازاي ياأبو خليل قلت لابد واني اشغل نفسي دايماً بالتفكير.. وأول تفكير قلت اشغل نفسي بيه هو اني افكر في حالتنا مع حكومتنا.. بدأت تفكيري بسؤال.. ليه الحكومة بتعمل معانا كده؟ ليه رجالها مغلينا الغب ده كله.. وليه مقطرين علينا التقطير ده.. وليه مش هامهم همومنا.. ليه دايما بيستخفوا بمعاناتنا.. وليه بيكدبوا علينا ويقولو لنا الدنيا بمبي وأحنا حقيقي شايفينها سودة.. ليه الناس ضجت من الغلا وحاسة بيه قوي وهمة ولا هاممهم غلا ولا كوا.. همة مش برضه رجال الحكومة بياخدوا مرتبات زينا.. طب ليه مرتباتهم بتكفيهم ومرتباتنا احنا مش مكفيانا.. ياتري اجورهم اللي بياخدوها فيها البركة واجورنا احنا مافيهاش البركة دي.. ميكونوش باصين لنا فيها.. فكرت لقيت معظم الزوجات في معظم البيوت المصرية بتتخانق مع رجالتهم عشان مصروف البيت مش مكفي.. والرجالة بيتخانق معاهم عشان مصروف البيت بيخلص قبل الشهر ما يعدي.. والغريب أن اثناء الخناقات دي اللي دايرة في كل البيوت.. يطلعوا علينا اخوانا البعدا علي شاشات التليفزيون مبتسمين ومحلوين ويقولولنا ان كل حاجة تمام والعيشة حلوة والدنيا بامبي والاسعار عندنا كويسة وارخص من بلاد بره.. طب احنا مالنا ببتوع بره.. هي ياتري الحكومة دي مش مننا.. ولا همة بيتكلموا علي بلد تاني غير بلدنا.. هوه احنا مش برضه مسئولين منهم.. بيني وبينكم أنا مسكتني عبرة العياط وابتديت اعيط وعنها وماوقفنيش عن العياط إلا المخرفاتي اللي راح فاطط من جوايا وقاللي.. ممكن اشترك معك ياأبو خليل في التفكير احسن انا راخر حاسس ان حالة الولا حاجة دي داخلة عليه فقلت اشغل نفسي بالتفكير معاك في حكايتنا مع حكومتنا ياصاحبي.. قلتله وفكرت في ايه يامخرفاتي.. قاللي اسمع ياأبو خليل.. مش راجل البيت أو زي ما بيقولوا رب البيت هوه المسئول عن البيت وعن عيشة البيت من زوجة واولاد.. قلتله أيوه.. قاللي اهو راجل البيت ده يشبه الحكومة.. هي مش الحكومة هي المسئولة عن توفير كل الامكانيات اللي تعيش بيها شعبها عيشة طيبة.. قلتله المفروض.. قاللي طب لما راجل البيت يقصر في معيشة بيته ويتمتع لوحده بدخله ويبخل علي مراته وولاده.. تفتكر مراته في الحالة دي تعمل ايه.. قلتله حتزهق وتقول بلاه الراجل ده اللي زي قلته ده ومش بعيد ترفع عليه قضية خلع وتخلعه.. قاللي تمام أهو انتم لازم تعملوا كده.. قلتله احنا مين.. قاللي انتم ياشعب.. قلتله ونعمل ايه.. قاللي ترفعوا قضية خلع علي الحكومة واللي اخدتوه منها رجعهولها واخلعوها.. قلتله هوه احنا اخدنا منها حاجة.. قاللي خلاص ياأخي اخلعوها ومش حتخسروا حاجة.. هو مش اللي قبلنا قالوها.. قلتله قالوا ايه.. قالوا ضربوا الأعور علي عينه قالهم ماهي خسرانة خسرانة.