في تصعيد جديد لأزمة كتاب "فتنة التكفير" للمفكر الاسلامي محمد عمارة كشف الناشط القبطي ممدوح نخلة مدير مركز الكلمة لحقوق الانسان انه يعتزم التقدم بشكوي بشأن الكتاب إلي مجمع البحوث الاسلامية يطالب فيها بمصادرة الكتاب. وأكد نخلة في تصريحات ل "نهضة مصر" انه فضل التوجه بشكواه لمجمع البحوث الاسلامية أولاً بوصفه جهة الاختصاص، وذلك بعدما علم بعدم عرض الكتاب علي المجمع قبل السماح بصدوره. ولفت نخلة إلي انه سيتقدم لاحقًا ببلاغ للنائب العام ضد عمارة يتهمه فيه بازدراء الدين المسيحي. وكان الدكتور محمد عمارة قد أصدر قبل فترة كتاب "فتنة التكفير" الذي اثار موجة واسعة من الغضب واعتبرته رموز قبطية وبعض الاسلاميين يحض علي الفتنة الطائفية. وفي السياق ذاته أوضح نجيب جبرائيل رئيس الاتحاد المصري لحقوق الانسان وأحد المحامين المقربين من الكنيسة أنه كان قد تقدم ببلاغ سابق للنائب العام طالب فيه بوقف تداول الكتاب بالأسواق، وتقديم عمارة للمحاكمة الجنائية. وكشف جبرائيل انه سيتقدم بشكوي مماثلة لرئيس مجلس الوزراء ضد وزير الأوقاف الذي سمح بطبع الكتاب علي نفقة الوزارة، واستنكر جبرائيل موقف الوزير وتساءل كيف نساهم نحن الأقباط في الضرائب والموازنة العامة ليصدر كتاب يهدر دمنا. وقال جبرائيل إن بعض العبارات التي تضمنها الكتاب تحض علي ازدراء الدين المسيحي، واثارة الفتنة الطائفية مثل "انه يجب اهدار دم النصاري واليهود لأنهم كفروا محمدًا" واشار إلي أن عمارة أكد في الكتاب ان اجماع الأمة ذهب إلي اباحة دم النصاري واستحلال أموالهم واعتبر ان هذا هو الأصل لافتا إلي انه تبين له من تصريحات المسئولين بوزارة الأوقاف أن كتب عمارة تصدر دون مراجعة من مجمع البحوث الاسلامية باعتباره عضوًا فيه وهو الأمر الذي اعتبره عذرًا اقبح من ذنب. وفي المقابل أكد الدكتور عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الاسلامية أن اعضاء المجمع ليسوا "اشباه آلهة" علي حد تعبيره وارجع سبب عدم مراجعة الكتاب إلي عدم ورود شكاوي للمجمع. بينما أكد الداعية الاسلامي يوسف البدري أن عمارة اخطأ في الاستدلال الذي نقله في كتابه عن الفقيه الاسلامي أبو حامد الغزالي، وقال إن الحكم الذي قصده الغزالي لا ينطبق إلا علي الاقباط واليهود الذين يحاربون الاسلام ويرفعون السلاح في وجه المسلمين، ولا ينطبق علي الذين يعيشون في دار الاسلام والذي وصفهم بالمعاهدين الذين تحفظهم ذمة الله ورسوله. واقترح البدري أن يتم تصحيح الخطأ من الكتاب ثم تتم إعادة طرح الكتاب مرة أخري دون أن يصل الأمر إلي المصادرة