في عام 1977 اكتشفت شركة نيتون الامريكية والتي كانت تعمل لحساب شركة النفط الإسرائيلية حقلاً بتروليا جنوب شرق خليج السويس أطلق عليه رئيس الشركة الإسرائيلية اسم ابنته "علما" وبعد اكتشاف الحقل استخدمت إسرائيل تجهيزات فنية مؤقته لم ترع فيها أية اعتبارات علمية خاصة بالتعامل مع الحقول .. فهدفها كان استنزاف احتياطي الحقل بأقل تكلفة وفي أقصر وقت ممكن وفي سبيل تحقيق ذلك قامت إسرائيل بتجميع إنتاج الحقل من 22 بئراً علي منصه بحرية مؤقته وكان يتم نقل الانتاج الي إسرائيل بواسطة ناقلات بحرية . ونتيجة للمفاوضات الخاصة باتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل تم تشكيل لجنة من المهندسين والفنيين المصريين برئاسة الدكتور حمدي البنبي وزير البترول السابق والذي كان يشغل وقتها منصب رئيس شركة بترول خليج السويس لاستلام الحقل. وقامت اللجنة يوم 4 أكتوبر 1979 بزيارة الحقل والذي كان لم يزل خاضعاً للسيادة الإسرائيلية وتقييم حالته حيث وجدت اللجنة بناء علي الدراسات الفنية المتخصصة أن إسرائيل استولت علي 15 مليون برميل من احتياطي الحقل. وفي ظهر يوم الاحد 25 نوفمبر 1979 تم استلام الفنيين المصريين التعامل مع الحقل وإبطال نظام التحكم عن بعد في فتح واغلاق اباره والذي كان يتم من داخل إسرائيل كما تم مد خطوط الانابيب الي تسهيلات الإنتاج في رأس العش وتنفيذ برنامج لتنمية الحقل بعد أن اطلقت مصر عليه اسم "شعب علي". ومنذ استرداد الحقل في منتصف التسعينات بلغ انتاجة 106 ملايين برميل كانت ستذهب الي إسرائيل دون وجه حق. وحتي لا ننسي فإن استرداد مصر لهذا الحقل لا يعفي إسرائيل من مسئولية استنزاف 15 مليون برميل منه كانت تقدر قيمتها وقتها بما يقترب من نصف مليار دولار ولكنه في المقابل حرمها مما يزيد علي 100 مليون برميل كانت تخطط بالتأكيد للاستيلاء عليها.