بعد يوم من خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" الذي دعا خلاله إلي اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة تدهورت الأوضاع الأمنية علي نحو خطير ينذر بدخول حركتي فتح وحماس في أتون حرب اهلية حيث دارت أمس معارك طاحنة بين أنصار الحركتين في محيط منزلي أبو مازن ومحمد دحلان القيادي بفتح والمتهم بمحاولة اغتيال رئيس الحكومة اسماعيل هنية فيما أطلق مسلحون مجهولون النار علي موكب محمود الزهار وزير الخارجية الفلسطيني فيما يبدو انها محاولة لاغتياله. وقد أسفرت المعارك الدامية التي استخدمت فيها الرشاشات الأتوماتيكية والصواريخ المضادة للدبابات واستمر بعضها لمدة 20 دقيقة عن مصرع فلسطيني وإصابة العشرات في اسوأ معارك بين فتح وحماس منذ خطاب الرئيس الفلسطيني. علي الصعيد السياسي رفض رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية دعوة أبو مازن لاجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة واعتبرها "غير دستورية" ومن شأنها ان تحدث ارباكًا واسعا في الساحة الفلسطينية. وفشل المجلس التشريعي الفلسطيني في عقد جلسة رسمية لبحث دعوة أبو مازن لاجراء انتخابات مبكرة لعدم اكتمال النصاب القانوني للجلسة التي اكتفي بحضورها 45 نائبًا من أصل 132، وهذه هي المرة الثالثة خلال ثلاثة شهور التي يفشل فيها المجلس التشريعي في عقد جلسة له بسبب عدم توافر النصاب مما يعكس حالة الشلل التي اصابته. وفي تطور آخر اعلن مسئول فلسطيني أن ابو مازن التقي أمس في رام الله مسئولي اللجنة المركزية الانتخابية، وذلك في إطار المناقشات التمهيدية لعقد انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة، وأعربت اللجنة علي انها تحتاج إلي مائة وعشرة أيام بعد اصدار مرسوم رئاسي لاجراء أية انتخابات مقبلة. وفي لبنان شارك نحو ثمانية آلاف فلسطيني في تظاهرة تأييد لأبو مازن في مساندة لدعوته إلي انتخابات مبكرة بعد فشل حماس في تسيير أمور السلطة، وتلبية لدعوة حركة فتح تدفق آلاف الفلسطينيين إلي مخيم البرج الشمالي في ضاحية مدينة صور الساحلية في جنوب لبنان وهم يحملون لافتات منها "سنحمي منظمة التحرير الفلسطينية بأجسادنا، ونرفض جر البندقية الفلسطينية إلي الصراعات اللبنانية الداخلية" وفي كلمة ألقاها أمام المتظاهرين اتهم سلطان أبو العينيين مسئول فتح في لبنان حركة حماس باغتيال أكثر من 40 كادراً من فتح في فلسطين منذ أن تسلمت الحكومة الفلسطينية. وفي تلك الأثناء دعت المفوضية الأوروبية للعلاقات الخارجية بينتيا فيريرو - فالدنر الفلسطينيين إلي حل خلافاتهم بطرق سلمية، وأوضحت فالدنر أن دعوة أبو مازن لانتخابات مبكرة هي شأن فلسطيني داخلي مشددة علي أن الاتحاد الأوروبي مستعد للعمل مع حكومة فلسطينية شرعية تعمل إنطلاقًا من مباديء اللجنة الرباعية التي تتلخص في: الاعتراف باسرائيل والاتفاقات المبرمة سابقًا بين الدولة العبرية والسلطة الفلسطينية ونبذ العنف