اتخذت الأزمة الحالية بين حركتي فتح وحماس منحني تصعيدياً خطيراً بعد الخطاب العنيف الذي ألقاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" أمس ودعا خلاله إلي اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة في أقرب فرصة وهي الدعوة التي سارعت حماس إلي رفضها فوراً مؤكدة ان السبيل الوحيد للخروج من المأزق هو تشكيل حكومة وحدة وطنية. وقال أبو مازن في أعنف خطاباته ضد حماس انه في الفترة الانتقالية يتعين بذل كل جهد من أجل تشكيل حكومة وحدة مؤلفة من الخبراء الفنيين "تكنوقراط". وأضاف انه يملك حق عزل حكومة اسماعيل هنية مؤكداً أنه من الممكن ان يوقع علي مرسوم اقالتها متي يريد باعتباره حقه الدستوري، وحمل أبو مازن حماس مسئولية الأزمة التي جددت المخاوف من نشوب حرب أهلية واتهم مستقبلي هنية بالمسئولية عن خروج المراقبين الأوروبيين من معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة يوم الخميس. وقال ان حديث حركة حماس عن وجود مؤامرات تحاك ضدهم "عيب" ولايجوز قلب الحقائق، واتهم هنية بأنه يريد فقط ان يكون قائداً لفيصل واحد وليس قائدا للشعب الفلسطيني الذي انتخبه. وأكد ان الفلسطينيين بحاجة إلي حل سياسي يمكن القيادة الفلسطينية من تحقيق توافق فلسطيني. وفي رد فوري؛ رفضت حماس الدعوة لاجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة وقال وصفي كبها وزير شئون الاسري ان الأولوية الآن لتشكيل حكومة وحدة وطنية وأن الحركة ترفض أي شيء يعقد الوضع الفلسطيني علي حد قوله. وفي سياق التصعيد بين فتح وحماس اتهمت كتائب شهداء الاقصي الجناح العسكري لحركة فتح حماس بالتخطيط لاغتيال النائب محمد دحلان وقياديين آخرين في الحركة وتوعدت بالرد علي أي اعتداء باستهداف قيادات حماس. وقال متحدث باسم الكتائب في مؤتمر صحفي أمام منزل دحلان نحن لدينا معلومات قبل الاحداث التي وقعت مؤخرا بأن المجلس العسكري لحماس اجتمع وتم التخطيط لاغتيال دحلان وسبعة قياديين آخرين في حركة فتح. وقالت الكتائب إننا لن نسمح بعد اليوم بالتطاول علي عناصر وكوادر الحركة وأي اعتداء علي كوادرنا سيتم علي اثره استهداف لقيادات من حماس مثل هنية ومحمود الزهار (وزير الشئون الخارجية) وسعيد صيام (وزير الداخلية). وفي تل أبيب جدد نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شيمون بيريز أمس اتهاماته لهنية ووصفه بأنه تحول إلي "عميل" لإيران عدوة إسرائيل اللدودة. وقال للإذاعة الإسرائيلية العامة "منذ ان زار هنية طهران علناً وعاد منها بالأموال أصبح عميلاً لإيران التي تسعي إلي القضاء علي دولة إسرائيل".