لا يزال دوي القنبلة التي فجرها الإخوان، يزلزل أركان مجلس الشعب، ويهدد بمزيد من الزوابع والمعارك والانقسامات والتفتيت، بعد أن قرر الإخوان الدخول في مواجهة شاملة مع الحكومة بترشيح نواب منها في كل اللجان البرلمانية، فيما وصفه مراقبون بأنه محاولة لاستعراض العضلات أمام الرأي العام، خاصة أن التحرك الإخواني لم يكن متوقعاً، في ظل ما كان معلناً عن تأييدهم لترشيح الدكتور جمال زهران المتحدث الرسمي باسم كتلة النواب المستقلين. وإذا كان موقف الإخوان المفاجئ قد اعتبر ضربة أو "خيانة" لاتفاقهم السابق مع الدكتور جمال زهران الذي كان داعماً للجماعة في الدورة الماضية، فإن وجهات نظر العالمين ببواطن الأمور تشير إلي أن رغبة الإخوان في إحراج الحكومة والحزب الحاكم جاءت بعد الإجراءات التعسفية التي اتخذتها الحكومة ضد الإخوان في الانتخابات العمالية والطلابية، لذلك اتخذوا قرارهم المفاجئ مضحين بحليفهم الاستراتيجي المتمثل في كتلة المستقلين، وهو ما يعني أن التفتيت عاد إلي البرلمان ليضم 4 كتل رئيسية متنافرة، الأغلبية والإخوان والمستقلين والأقلية المعارضة، خاصة في ظل إصرار الجماعة علي إقحام جميع اللجان بمرشحيها. وفي سياق استعراض العضلات، أعلنت كتلة الإخوان ما يمكن اعتباره برنامجاً انتخابياً، حيث تعهد مرشحو الجماعة لمناصب رئيس البرلمان والوكيلين، بتحقيق تعديلات جوهرية في عمل البرلمان خلال الدورة الجديدة، باتباع سياسات صارمة مع الحكومة لإجبارها علي احترام هيبة البرلمان وعدم الاستهانة بالنواب، وأنهم سيقدمون مشروعاً لتعديل اللائحة الداخلية لمجلس الشعب بهدف تفعيل رقابة البرلمان علي الحكومة. وقال د. سعد الكتاتني مرشح الجماعة لمنصب رئيس البرلمان في مواجهة د. أحمد فتحي سرور ود. جمال زهران، إن الحزب الوطني لابد أن يفهم الخريطة الجديدة للتركيبة البرلمانية، فهناك نسبة تزيد علي 25% من النواب المستقلين والمعارضين، وهو ما يعني أن الوطني لم يعد يمتلك الحق في السيطرة علي جميع اللجان، وأضاف أن الجماهير التي انتخبت نواب الجماعة كانت ستحاسبهم حساباً عسيراً لو لم يرشحوا أنفسهم لرئاسة البرلمان. ودعا حسين إبراهيم المرشح لمنصب الوكيل عن العمال إلي إجراء انتخابات حرة ونزيهة، معلناً تمسك الإخوان بإجراء قرعة علنية لاختيار النواب الخمسة في لجنة القيم وليس في غرفة مغلقة كما كان يتم في السابق. من جانبه، بدا الدكتور جمال زهران قويا بعد تخلي الإخوان عن تعهداتهم له، وأكد أن هدفه من ترشيح نفسه لرئاسة البرلمان، هو التأكيد علي أن البرلمان به نواب قادرون علي قيادته، وأنه ليس برلمان الرئيس الواحد، وأضاف زهران أنه في حالة فوزه، سيكون قويا في مواجهة الحكومة، وسيدعم آليات مراقبتها ومحاسبتها