كشف المسح القومي لظاهرة عمل الأطفال في مصر والصادر عن المجلس القومي للطفولة والأمومة أن هناك 2.76 مليون طفل عامل في مصر، يمثلون حوالي 26% أي اكثر من خمسة الأطفال في الشريحة العمرية من "16 - 14 سنة" وذكر المسح أن ظاهرة عمل الأطفال في مصر تتجه إلي التزايد المستمر حيث اشارت نتائج المسح إلي أن اعلي نسبة لعمل الأطفال من الشريحة العمرية "6 - 14 سنة" في محافظة الفيوم حيث تبلغ 44% تليها محافظة المنيا 30% ثم الشرقيةوسوهاج 29%، ثم دمياط 28%، والغربية 27%، وأقل نسبة لعمل الأطفال من نفس الشريحة تقع في محافظة بورسعيد بنسبة 3% تليها السويس 5% ثم الاسماعيلية 7% والقاهرة 6%. وأشارت نتائج المسح أن هناك 54% من الأطفال العاملين يعملون في الأجازات الصيفية فقط بالاضافة إلي 2% يعملون في المواسم، وأن 70% من إجمالي الأطفال العاملين يعملون لدي ذويهم بدون أجر، و26% من الأطفال يعملون بأجر نقدي، وبلغت نسبة العاملين بأجر عيني 2% فقط. وأن هناك 64 من إجمالي هؤلاء الأطفال يعملون في قطاع الزراعة وهو لا يحرمه القانون في حين يعمل بالأنشطة الحرفية حوالي 14%، وبالأنشطة التجارية 12%، وبالنشاط الخدمي حوالي 9%، ولا يتعدي من يعملون بالنشاط الصناعي سوي 2%. وقد أوضحت نتائج المسح القومي لعمل الأطفال في مصر أن حوالي 13% من الأطفال العاملين يبدأون العمل في الشريحة العمرية من 12 - 14 سنة في حين أن 14% أي أقل من نصف الأطفال يبدأون العمل في الشريحة العمرية 9 - 11 سنة، و29% في سن 7 - 8 سنوات، وهذا يعني أن من بين كل عشرة أطفال هناك ثلاثة أطفال يعملون تقريبًا، وفي المقابل هناك 14% يبدأون العمل في سن 5 - 6 سنوات، وهذا ما أكدته نتائج المسح أن حوالي 87% من الأطفال العاملين في مصر يبدأون عملهم في سن قبل بداية سن التدريب المسموح به وهو 12 سنة طبقًا لقانون العمل. وأشار المسح إلي أن 57% من الذكور العاملين، و62% من الاناث العاملات في مختلف بدايات سن العمل يكون رب الأسرة أميا مقابل 19% للذكور، و18% للإناث رب الأسرة يستطيع القراءة والكتابة، وان 23% من عدد الأطفال العاملين رب الأسرة حاصل علي الشهادة الابتدائية علي الأقل. وذكرت الدراسة أن 73% من حجم ظاهرة عمل الأطفال بصفة عامة من الذكور، وتمثل الإناث 27%، وأن 82% من الأطفال العاملين لا يزالون ملتحقين بالمدرسة مقابل 9% التحقوا بالدراسة ثم تركوها و10% من الأطفال لم يذهبوا مطلقًا. وأشارت الدراسة إلي أن 45% من الأطفال العاملين حصلوا علي الشهادة الابتدائية وحوالي ربع الأطفال 24% يستطيعون القراءة والكتابة، ونسبة الأمية بينهم لا تتعدي 14%، و17% من الأطفال أي بما يعادل الخمس كان عمرهم أقل من 10 سنوات. وأوضحت الاحصاءات أن هناك 398.196 طفل عامل سواء ذكرا أو انثي من بين 2.768.166 طفل أرباب اسرهم غير عاملين وهي نسبة تشكل 14% من إجمالي الأطفال العاملين. وأن 90% من إجمالي أرباب أسر الأطفال العاملين من الذكور ويشكل أرباب الأسر الاناث 10% فقط من جملة الأطفال العاملين. وأوضحت الاحصائيات أن 77% من الأطفال الذكور العاملين و78% من الاناث العاملات أرباب أسرهم يعملون في القطاع الخاص، و20% و19% من الأطفال العاملين الذكور والإناث علي الترتيب يعمل أرباب أسرهم في الحكومة بينما 4% من أرباب أسر الأطفال العاملين سواء ذكورا أو اناثا يعملون في القطاع العام. وأشارت النتائج إلي أن 45% من الأطفال الذكور العاملين و55% من الأطفال الإناث العاملات يعمل أرباب أسرهم بمهن زراعية يليهم الحرفيون وعمال تشغيل المصانع والعمال العاديون حيث يمثلون 25% من الأطفال الذكور العاملين و16% من الاناث العاملات، ويمثل أرباب الأسر الذين يعملون بالخدمات 13% تقريبًا من الأطفال العاملين ذكورًا وإناثا. وذكر المسح أن حوالي 51% من الأطفال الذكور العاملين، و56% من الأطفال الاناث العاملات يتراوح دخل رب الأسرة بين 50 جنيها وحوالي 300 جنيه شهريا، و21% من الأطفال الذكور العاملين يتراوح دخل رب الأسرة بين 300 - 399 جنيها ونسبة 20% من الاناث العاملات. ويرتفع دخل رب الأسرة عن 400 جنيه شهريا لحوالي 28% من الأطفال الذكور العاملين، و25% من الأطفال الاناث العاملات، وذكرت الاحصائيات أن ارباب الأسر للأطفال الذكور العاملين يحققون دخلا أكبر نسبيا من أرباب الأسر للأطفال الاناث العاملات، وأن حوالي نصف أرباب الأسر للأطفال العاملين سواء ذكورًا أو اناثًا يحققون دخلاً أقل من 300 جنيه شهريا. وأشار المسح إلي أن محافظة الفيوم والتي يعمل بها حوالي 44% من الشريحة العمرية "6 - 14 سنة" والتي تمثل أعلي محافظة علي مستوي الجمهورية يعاني أطفالها من العمل في سن صغيرة، حيث إن 56% من أطفالها العاملين تتراوح أعمارهم بين 6 و11 سنة في حين يعمل من هذه الفئة العمرية 43% فقط علي مستوي الجمهورية. ويقارب محافظة الفيوم بالنسبة لصغر سن عمل الأطفال بها كل من محافظتي سوهاجوالأقصر، وأن غالبية محافظات الوجه القبلي يعمل بها نسبة كبيرة من الأطفال الصغار في سن أقل من 12 سنة، حيث تتراوح النسبة بين 38% في محافظة بني سويف، و56% في محافظة الفيوم، وتتحسن الصورة قليلاً في محافظات الوجه البحري، حيث تتراوح النسبة بين 14% في محافظة الاسماعيلية، و45% في محافظة الغربية، وتتحسن في المحافظات الحضرية وشمال سيناء وركزت الاحصائية علي أن محافظة السويس ليس بها عمل أطفال أقل من 12 سنة مطلقًا. وأشار المسح إلي أن بداية سن العمل للأطفال يعكس مدي المعاناة والآثار النفسية السلبية التي يتعرض لها الأطفال عند خروجهم للعمل في سن مبكرة وخاصة عند الاناث وأكدت النتائج أن 17% من الاناث بدأوا العمل وهم في سن 5 - 6 سنوات. بينما 41% من الاناث بدأوا العمل في سن 9 - 11 سنة وفي سن العمل من 12 - 14 حوالي 10% فقط من الإناث، ومن هنا أكدت النتائج أن 86% من الذكور، و90% من الاناث يبدأون العمل قبل السن المصرح لها بالتدريب طبقًا للقانون ألا وهو سن 12 سنة. واختلفت هذه النسبة حسب المحافظات ففي القاهرة يبدأ الأطفال الذكور العمل في سن 12 - 14 بنسبة قدرها 32% في حين انها بالنسبة للجمهورية لا تزيد عن 14 سنة كذلك في السويس تصل هذه النسبة إلي 50% من عمل الأطفال الذكور، وترتفع نسبة الذكور الذين يبدأون العمل بعد سن 12 سنة في دمياط إلي 22%، وفي الدقهلية إلي 31%، في شمال سيناء إلي 34%، وفي الاسماعيلية 48%، وتنخفض هذه النسبة إلي ما يقارب النسبة العامة بالنسبة للجمهورية في كثير من المحافظات وتقل عن النسبة العامة للجمهورية في محافظات أخري مثل الأقصر 3%، والوادي الجديد 5%، والفيوم 5%، وسوهاج 8%، والبحيرة 7%، والمنوفية 8%، والغربية 10%. أما بالنسبة للإناث نسبة من يبدأن العمل منهن في سن 12 سنة أو اكثر تصل إلي 53% في شمال سيناء، و33% في الاسماعيلية، و30% في الدقهلية، و24% في القليوبية، و21% في دمياط، بينما تقل عن النسبة العامة للجمهورية 10%، في العديد من المحافظات مثل البحيرة والفيوم 3%، وسوهاج 7%، والشرقيةوالمنيا 8%، وكفر الشيخ 9%. ويختلف التوزيع حسب المحافظات حيث ترتفع نسبة الذكور لتصل إلي 1% في محافظة السويس، تليها الاسماعيلية والوادي الجديد 87%، واسيوط 86%، وتقل قليلاً في محافظة القاهرة عن 85%، وأسوان 84%، والاسكندرية 83%، والمنوفية 82%، وقنا 79%، والدقهلية 80%. وتنخفض نسبة الذكور عن النسبة العامة للجمهورية 73%، في محافظات المنياوالفيوم والبحيرة والغربيةوالقليوبية وبورسعيد ودمياطوالشرقية وكفر الشيخ حيث تتراوح نسبة الذكور العاملين بين 66% و72%، واللافت للنظر في المسح الاحصائي ارتفاع نسبة عمل الاناث في بورسعيد، حيث ترتفع في المجال الخدمي لتصل إلي 100%. واشار المسح إلي أن هناك عاملين رئيسيين وراء الالتحاق بالعمل، أولهما إنخفاض المستوي الاقتصادي للأسرة وثانيهما التسرب من التعليم أو عدم الالتحاق به من الأساس. وعلي الرغم من صدق العاملين إلا أن الدافع الرئيسي لكليهما هو مساعدة الأسرة ماديا وهو بنسبة أكبر من حالة الاناث حيث تشكل 93% مقابل 76% للذكور، يليه الانفاق علي الذات بنسبة 31% للذكور و14% للإناث، ثم كره التعليم ويبلغ 3% للإناث ويحتل المرتبة الرابعة بين الذكور بنسبة 10%. وقد أكد المسح أن هناك العديد من المعوقات التي تواجه القضاء علي ظاهرة عمل الأطفال خاصة وأن الحظر يكمن في عدم دخول تشريعات عمل الأطفال الحاجز التنفيذي لعدة أسباب منها عدم وجود تحديد دقيق للظاهرة خاصة وأن أسوأ أشكال عمل أطفال غير معلن ويتمثل في الورش والمدابغ والمحاجر والمناجم كذلك وجود ثغرات في السياسة والتشريعات، وضعف شبكات الحماية الاجتماعية، وضعف آليات المتابعة والتفتيش والزيادة السكانية. وقد خرج المسح بعدة رؤي لمناهضة عمل الأطفال في مصر منها كفالة حقوق الطفل في التعليم والصحة والترفيه والثقافة والقضاء علي أسوأ أشكال عمل الأطفال وإيجاد بدائل للأعمال الخطيرة.