شريف البنداري طالب بالسنة النهائية بمعهد السينما قسم الإخراج ورصيده الفني لا يتعدي فيلمين فقط لكنه علي الرغم من هذا حصد ثلاث جوائز عنهما، بدأها بالجائزة الأولي التي منحه إياها المركز الثقافي الفرنسي في هيئة مشاركة في مهرجان مونبليه القادم وجائزة معهد جوته الألماني. قبل الحديث سألني "شريف" إن كنت قد شاهدت فيلميه وعندما أجبته بالنفي أصر علي مشاهدتي لفيلميه قبل محاورتي معه ثم نوه قائلاً: فيلمي الأول "6بنات" يكتب رقم ولا يكتب بالحروف، لأن كتابته يشوه المعني وهذا ما وقعت فيه كثير من الصحف التي نشرت خبر جوائز الفيلم. تقوم فكرة فيلم "6بنات" علي 6 بنات يقمن بمفردهن في شقة وكل فتاة منهن تدرس في كلية مختلفة عن الأخري لكنهن رغم هذا يحملن نفس الأحلام والأفكار والرؤي وتدور أحداث الفيلم عن ذكريات الفتيات معاً في هذه الشقة وأحداث الفيلم حقيقية وصورت بواسطة مخرج الفيلم في أربع عشرة ساعة اختزلت في عشرين دقيقة، هي زمن الفيلم ويدعو شريف البنداري مخرج الفيلم من خلال أحداثه إلي قبول الآخر والتفاهم بين الرجل والمرأة من خلال علاقة بسيطة جداً للفتيات، والفيلم دعوة أيضاً لتحول مجتمعنا المغلق إلي حياة أوسع وأرحب، وضرورة التخلي عن الرجعية والتخلق ومواكبة التطور والحداثة، أما الفيلم الثاني "صباح الفل" فمدته 9 دقائق وتلعب بطولته منفردة الفنانة هند صبري ويعكس شريحة كبري من مجتمعنا المصري الآن متجسدة في الزوجة هند صبري (الزوجة المكافحة) التي تقاتل من أجل لقمة العيش ورغم صعوبة الحياة وشظف العيش إلا أنها تحب زوجها الطيب (المهمل) الذي يدمر نظام المنزل باستمرار ثم يذهب الي المقهي ولا يعود إلي البيت إلا إذا كانت هناك مباراة في كرة القدم. كيف جاءتك فكرة فيلم "6بنات"؟ - هذا الفيلم هو فيلم تسجيلي (عن قصة حقيقية) وقد التقيت مع الفتيات اللاتي تحدثت عنهن من خلال دورة لحقوق الإنسان في مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان منذ عدة سنوات وعرضت عليهن فكرة تصويرهن ووافقن جميعاً ثم شرحت كل واحدة منهن ما كانت تفعله وتفكر فيه فكانت فرصة ثمينة لاستلهام معاناتهن في هذا الفيلم. هل فوزك بكل هذه الجوائز عن فيلمين فقط يعني أنك مخرج موهوب أم لكونك أكاديمياً؟ - لقد حصدت هذه الجوائز لأنها ببساطة "أعجبت" المشاهدين واستحسنها النقاد ولجنة التحكيم وقالوا هذا أفضل فيلم معروض علي اللجنة. وكيف دخلت إلي عالم السينما؟ - أنا في الأساس خريج كلية الفنون التطبيقية وكنت أثناء دراستي بهذه الكلية عضو في فرقة المسرح وهذا ما شجعني علي التوجه إلي الدراسة الأكاديمية في معهد السينما عام 2002 وحتي الآن. ما فكرة فيلمك القادم؟ - أنا بصدد إنجاز فيلم روائي طويل يرصد قصة نصف أديب من 15 إلي 20 دقيقة وهو فيلم رومانسي خفيف. مثلك الأعلي من المخرجين المصريين؟ - كمال الشيخ لأنه علي المستوي الإنساني شخص متواضع جداً، أما علي المستوي الفني فهو عال تكتيكياً لأنه كان في الأصل مونتيراً. وبالمثل أحببت شادي عبد السلام فهو مخلص أيضاً لمهنته ويهتم بأدق التفاصيل مما يعطي صورة جيدة جداً للفيلم عند اكتماله. أما داود عبدالسيد فهو يستطيع من خلال الفيلم الواحد مخاطبة أكثر من فئة وأكثر من متلقٍ ويطرح أكثر من وجهة نظر وتتجاوز الرؤيا أكثر من زاوية إضافة إلي العديد من المخرجين الآخرين الذين أعتبرهم مثلاً أعلي ولكن لا تسعفني الذاكرة للتنويه بأسمائهم. في رأيك ما هي المشاكل التي تواجه المبدع السينمائي وتعرقل إبداعه؟ - كثيرة جداً كالتصوير في الشارع أو الحصول علي تصريح من الأمن للتصوير في أماكن معينة بالإضافة إلي الإمكانات المادية التي تعرقل كل شيء فعلي سبيل المثال فإن فيلمي القصير "صباح الفل" بطولة هند صبري زمنه تسع دقائق وعلبة الخام زمنها 4.20 ثانية مما اضطرني إلي تقسيم الفيلم إلي مشهدين وكان الأفضل تصويرها في مشهد واحد فقط "one shot" وكل هذه الأشياء، بالإضافة إلي عراقيل أخري لا أحب ذكرها تجعلني أجسد 50 أو 60% فقط من الرؤية التي أصبو إليها، والتي تحركني قبل التفكير في أية تجربة.