خلفت الضربات الصاروخية الأخيرة لحزب الله علي عكا وكريات شمونة حالة من الشعور بالخيبة والمرارة بعدما قتلت 12 جنديا و3 مستوطنين وأصابت نحو 200 آخرين في أسوأ خسائر يتعرض لها الجيش الإسرائيلي منذ بدء عدوانه علي لبنان. وقد انعكست هذه النتائج الكارثية علي المجتمع والصحافة الإسرائيلية التي انقسمت ما بين الحل الدبلوماسي ومواصلة الحرب أمس الأول عنونت صحيفة يديعوت أحرونوت موضوعها الرئيسي "200 صاروخ 15 قتيلا وجيش الدفاع يهدد لبنان بأنه سيدفع الثمن غاليا"، ووصفت مقتل الجنود في كيبوتس كفار جلعادي بأنه "كارثة"، وخصصت مساحة واسعة للحديث عن مقتلهم وسرد قصص وصفتها بالإنسانية عنهم، وعن عائلاتهم، وذكرت كيف انهم هربوا من الحر ليستظلوا في مكان في الكيبوتس فسقطت عليهم صواريخ حزب الله، فقتلتهم. وقالت الصحيفة بان وحدة كوماندوز إسرائيلية حققت إنجازا مهما بأسر أحد منفذي خطف الجنود الإسرائيليين، وأشارت إلي أن وحدة مختارة من الجيش الإسرائيلي تمكنت من تدمير منصات لإطلاق الصواريخ، ونشرت صورة لجندي إسرائيلي في قرية يارون اللبنانية يبحلق في صورة كبيرة للسيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله وكتبت تعليقا تحتها "نظرة عميقة في عيني العدو". وكتبت صحيفة يديعوت احرنوت انه علي الرغم من صعوبة يوم الأحد الماضي إلا أن إسرائيل "تنتظر الأممالمتحدة"، ولا تريد أن تجعل مما حدث تصعيدا من جانب حزب الله، سببا في التعجيل بنشاط عسكري استثنائي في لبنان، وتفضل انتظار قرار مجلس الأمن الذي من المقرر أن يصدر في الأيام المقبلة، ولكن ذلك لا يعني إمكانية أن ترفض إسرائيل القرار. وحسب الصحيفة فان المسئولين الإسرائيليين يرون في الأيام المقبلة، لحظة تقاطع مهمة في الحرب، لذا فان أحداث الأحد الماضي، لا يتوقع أن تؤثر علي العملية العسكرية، وان ما قدمه الجيش من خطط لقصف مولدات الكهرباء والبني التحتية في جنوب لبنان، ستجمد الان. وفي هذا السياق عقد اولمرت اجتماعا أمس الأول في مكتبه بالقدس، للتشاور الأمني، سيحضره رؤساء الأجهزة الأمنية، ووزير الدفاع، للنظر في استمرار إسرائيل في عملياتها ضد لبنان، والرد علي تصعيد أمس الأول. ومع ذلك فان صدور قرار من مجلس الأمن قد لا يعني بالنسبة لإسرائيل نهاية ما تسميه عمليتها في لبنان، ونقلت يديعوت أحرونوت عن مصدر في مكتب اولمرت قوله "لن يضطرنا قرار من مجلس الأمن، إلي إنهاء العملية، فحزب الله ربما يرفض قرار مجلس الأمن". وقالت الصحيفة ان وزير الدفاع، وبعد الضربة الموجعة، عقد مشاورات مع قادة الجيش الإسرائيلي، وانه لم يتم التوصل إلي قرار بشان الرد علي ما حدث، وأشارت إلي انه في هذه المرحلة، فان الجيش الإسرائيلي لن يتقدم نحو نهر الليطاني ما لم يصدر قرار من القيادة السياسية بشان ذلك، وانما ستقتصر عملياته علي مسافة 8-12 كلم في الحدود اللبنانية. صحيفة هاآرتس، تحدثت عما قالت انه تصعيد من قبل الجيش الإسرائيلي علي لبنان وقصفه لأهداف في البني التحتية ردا علي مقتل 15 من الإسرائيليين. وتحدثت عن القرار المرتقب لمجلس الأمن، والخلافات حوله، وعن طلب إسرائيلي من الإدارة الأمريكية بإدخال تعديلات عليه. وفي صحيفة الجيروسالم بوست كتب الصحفي ديفيد هوروفيتز تحليلا بعنوان (أصابع اللوم) أشار فيه إلي انه بعد 25 يوما من المعارك لم يحسم أي طرف الفوز في هذه المعركة، وان شعور العجز لدي الرأي العام الإسرائيلي ذروته. وقال بان الإسرائيليين، رأوا بشعور من العجز، الصواريخ اللبنانية وهي تسقط علي حيفا وكفار جلعادي وتقتل 15، وانه يبدو أن البحث عن صواريخ حزب الله من الجو يشبه البحث عن إبرة في كومة قش. وتساءل إلي من ينبغي توجيه أصابع اللوم حول مقتل الجنود، الذين تركوا في ساحة مكشوفة عرضة للكاتيوشا، أم لمطلقي الصواريخ؟ مشيرا إلي انه من السهل جدا علي اولمرت أن يستخف بالعدو وترقب النصر، ولكن الحقيقة أن الصواريخ القاتلة تسقط كالأمطار. وكتب هوروفيتز محذرا من الاستخفاف بقدرة حزب الله قائلا، بان هذا الحزب يتلقي الدعم من إيران، وان أفراده تدربوا مع جيش أحمدي نجاد، ودعا إلي الاستفادة من القنوات الدبلوماسية لتحقيق إنجازات.