رغم اعلان رئيس الوزراء ايهود اولمرت، ان اسرائيل ستواصل هجومها ضد حزب الله حتي بعد الحادثة الصعبة التي وقعت في قرية قانا وانها لن تقبل بالاقتراح الداعي لوقف اطلاق النار الفوري دون شروط، الا أنها استجابت للطلب الامريكي بتقليص كبير لعمليات سلاح الجو في منطقة بيروت، وذلك بشرط ان لا يوسع حزب الله هجماته علي المدن الاسرائيلية. وقد جاء الطلب الامريكي بخصوص العمليات الجوية في منطقة بيروت من جانب الامريكيين قبل بضعة أيام، وقد قيل لاسرائيل، بان هذا الطلب مبني علي نصيحة الرئيس الامريكي جورج بوش، وعليه فقد تقلصت العمليات الجوية فوق بيروت كثيرا قبل هذه الحادثة القاسية جدا في قانا. وقد قيل لاسرائيل أيضا، انه بالرغم من العلم، بان هناك أحد الاحياء المعينة في بيروت (الضاحية الجنوبية) يوجد في احد الانفاق مقر قيادة حزب الله ويختبيء في هذا النفق زعيم الحزب، فلا بد من الاخذ بعين الاعتبار ان (بيروت) قد امتلأت باللاجئين اللبنانيين. ولكن، يكفي وقوع خطأ واحد في القصف لاصابة اعداد كبيرة من المدنيين. وبعد القصف الذي تعرضت له قرية قانا، فمن المتوقع أن يكون قرار تقليص العمليات الجوية فوق بيروت سيستمر، الا اذا استخدم حزب الله صواريخ بعيدة المدي ضد اسرائيل. ففي شهر (ابريل) 1996 وخلال عملية عسكرية اسرائيلية واسعة (عناقيد الغضب) ضد حزب الله، حدث خطأ في قرية قانا ايضا وقتل فيها 102 لبنانيا وفلسطينيا. وفي اعقاب الهجوم، اضطرت اسرائيل الي وقف الهجوم، الا ان هذا لن يحدث هذه المرة. فرئيس الوزراء، ووزير الدفاع، وبتأييد من عدد من الوزراء الاخرين قرروا توجيه التعليمات للجيش الاسرائيلي للاستمرار بالضغط علي حزب الله. المحاسبة علي مقتل المدنيين في قانا، ستقوم بها كثير من الدول الاوروبية مع اسرائيل وليس مع حزب الله الذي يقوم.