عقب تولي المحاسب سيد حلمي رئاسة مجلس إدارة الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي خلفاً للمهندس عبد الرحمن حافظ، الذي اتهم بإهدار المال العام، كتبنا وأكدنا أن هذا التغيير سيتتبع التخلص من الحرس القديم، وهو ما حدث تباعاً في ذلك الوقت، وفي السياق ذاته صدر قرار تعيين يوسف عثمان للاستفادة من خبراته الإنتاجية الكبيرة، وتاريخه الناصع، وذمته التي لم تلوث طوال مسيرته الإعلامية، والنقابية، ويومها قرأنا خبر تعيينه مستشاراً إنتاجياً بصورة مختلفة، وقلنا بالحرف الواحد انه مقدمة للإطاحة بالرجل الثاني لعبد الرحمن حافظ وساعده الأيمن الذي لم يتخل عنه يوماً، وهو عماد عبد الله. يومها استنكر البعض هذه القراءة، ووصفها بأنها متعجلة وتعكس نزقاً وطيشاً، فيما أنكر عماد عبدالله نفسه ما ذهبنا إليه، وأكد في حديث أدلي به إلينا في "نهضة مصر الأسبوعي" أنه باق في منصبه، وأنه "الكل في الكل" بينما يوسف عثمان مجرد "مستشار"، أي "منصب بلا صلاحيات"، ولم تمض سوي أسابيع وإذا بكل ما كتبناه، واستنتجناه، يتحقق بالحرف الواحد، إذ صدر القرار رقم 48 لسنة 2006 لرئيس مجلس إدارة الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي، والذي يقضي في مادته الأولي ب "إنهاء إعارة السيد الأستاذ عماد الدين عبد الله علي مدير عام الإنتاج الدرامي بقطاع الإنتاج من العمل بالشركة اعتباراً من 16/5/2006 (اليوم التالي لآخر يوم عمل له بالشركة).. وعلي الرغم من الحيثيات الصريحة للقرار، والتي لا تقبل أي تأويل آخر أو جدال، مازال عماد عبدالله ينفي الإطاحة به، ويؤكد -في كل مكان- أنه صاحب قرار إنهاء الإعارة!! "المحرر" الظواهر كلها تقول إن تعيين يوسف عثمان في منصبه كان مجرد خطوة ليتولي مقاليد أمور العملية الإنتاجية الدرامية في الشركة المصرية، وهو ما أكده يوسف عثمان عندما سألناه عن إمكانية الجمع بين منصبه كمستشار للإنتاج الدرامي، ورئيس قطاع الإنتاج الدرامي، الذي خلا برحيل عماد عبدالله فقال: - أتولي المنصبين لأنه تكليف ولا يمكن أن أرفضه، إضافة إلي أنني مؤهل لذلك وعندما كنت رئيس إنتاج الفيديو بالتليفزيون لعبت هذا الدور بنجاح وقدمت أعمالاً جيدة مثل: الجزء الأول والثاني من "ليالي الحلمية" و"الشهد والدموع" وأعمالاً وصلت 250 عملاً درامياً بخلاف الأعمال الاستعراضية، وعندما جئت للمدينة عملت مستشاراً لشئون الإنتاج وبعدها صدر القرار بالمنصب الجديد. ألا تعتبر أن المنصب الجديد يمثل عبئاً عليك بجانب عملك كمستشار..؟! - أي عمل هو عبء، وأنا قادر علي تحمل أي مسئولية في أي موقع، فأنا حاصل علي بكالوريوس تجارة وليسانس آداب فلسفة وماجستير في التسويق، وعملت في النواحي المالية والإدارية ولدي شهادة تفوق في الإنتاج من رئيس الوزراء الأسبق "كمال الجنزوري" وكل هذا يؤهلني لأن أعمل في أي موقع، والعمل الإنتاجي أساسه الإدارة السليمة، ولهذا قمت بتأليف كتاب عن الإدارة، فالفشل الإداري هو السرطان الذي يسري في مؤسساتنا عامة والعمل الفني خاصة، نتيجة عدم الفهم والتخبط الإداري الذي يظهر المدعي من المتذوق للفن. ونجاح أي دولة تعتمد بالدرجة الأولي علي التنظيم الإداري. معني هذا أنك تري نفسك كفئاً للموقع بالنظر إلي هذه الخبرة الإدارية؟! - الخبرة الإدارية هي الأساس لنجاح أي عمل وأنا سعيد بالتعاون مع سيد حلمي رئيس المدينة لأنه أيضاً إداري بالدرجة الأولي ومتميز في عمله ونظيف اليد والسيرة. منذ توليك قمت بانتداب "سوزان عثمان" مستشار رئيس القطاع للمدينة وعبد الستار حافظ مدير الإنتاج اللذين كانا معك في استديو 6 بالتليفزيون.. هل سيتبعهم آخرون مثل مختار مصلح وعبدالسلام محمود في الفترة القادمة؟! - ليس شرطاً أن أستقطب آخرين لكن هذين الشخصين بالتحديد لديهم كفاءة وقدرة علي العطاء بغض النظر عن معرفتي السابقة بهما أم لا، والمدينة لديها إمكانيات بشرية، لكن كان هناك عجز في بعض المواقع التي افتقدت التنظيم الإداري فكان انتدابهما لسد هذا الفراغ.. وسوزان عثمان ليست أختي كما يقول البعض، بل هو مجرد تشابه في الأسماء وتتولي مسئولية مدير عام الإنتاج. في فترة توليك مسئولية إنتاج الفيديو بالتليفزيون المصري تعاونت مع مجموعة من المؤلفين والمخرجين مثل فتحية العسال وجلال الغزالي والمخرجة نادية حمزة وسمير الصيرفي، فهل ستتعاون المدينة مع هذه الأسماء أم ستتيح الفرصة للمخرجين الشباب من أبناء القطاع وغيره؟!. - الباب مفتوح للجميع سواء ممثلين أو مؤلفين أو مخرجين والشباب هم المستقبل ونرحب بكل من لديه الموهبة بشرط أن ميزانية أي مسلسل تتراوح من 6 إلي 10 ملايين جنيه وأي مخرج صغير أو كبير لديه القدرة أن يتقدم لنا ونعطيه عملاً في حدود سوابق أعماله، فإذا أسند له من قبل سهرات يأخذ عملاً وإذا لم يقدم عملاً من قبل سيدخل مع مخرج كبير ليصقل خبراته.. وقد فعلت ذلك مع مجدي أبوعميرة عندما أعطيت له سهرة ثم مسلسل وآخرين غيره كذلك. قمت من قبل بإنتاج عمل واحد من خلال شركتك الإنتاجية التي تمتلكها فهل ستكرر التجربة أم أنها الأولي والأخيرة؟! - فعلاً أنتجت مسلسلاً واحداً مع "صوت القاهرة" عام 96 اسمه "عفواً حبيبتي" بطولة "بوسي وخالد زكي" لكنني لم أعاود التجربة لأنني قدمت منذ سنوات سيناريو مسلسل للمدينة ولم ينفذ وأغلقت الشركة من 5 سنوات بعد أن أصبح المناخ لا يساعد علي إنتاج الأعمال. هل يمكن أن تعيد التجربة بعد توليك هذه المناصب بالمدينة أم أن موقعك لا يؤهلك لذلك لأنه سيمثل استغلالاً للمنصب؟ - وجودي في موقعي لا يسمح لي بإنتاج أي عمل منعاً لأي خلط للأوراق.. وحتي لا يكون هناك نظرة ريبة. كان هناك تأكيد بعدم التعاقد مع المنتج الواحد لأكثر من عمل، ومؤخراً وجدنا أنه يتم التعاقد علي أربعة أعمال لمنتج واحد، وعملين لمنتج آخر، مما يعد إخلالاً بمبدأ تكافؤ الفرص؟ - لقد تقدمت شركة "الباتروس" للمدينة بحوالي 7 أعمال يجهزون لها إلا أننا اخترنا أربعة أعمال تتوافق مع الخطة بنظام المنتج المشارك، والمدينة ترحب بالتعاون تبعاً لنظام المنتج المشارك لكن الفترة القادمة ستكون هناك أعمال من إنتاج المدينة فقط علي مستوي فني عال لأن الفن ليس تجارة بعيداً عن الأعمال التي لا تنجح لكبار الممثلين ورغم ذلك يغالون في أجورهم لأن النجم يتعامل بأسلوب السبوبة.. وحاسبوني بعد ستة أشهر من الآن علي ما أقول. علي الوجه الآخر التقينا عماد عبدالله، عقب الإطاحة التي لا يعترف بها، ومازال يؤكد أنه غادر موقعه "بمزاجه"، علي الرغم مما هو معروف بأنه عاد ليتولي منصبه القديم كمخرج ثان بقطاع الإنتاج، وتحدث عن وجهة نظره فيما حدث بقوله: - لم يلغ انتدابي بل أنا من قمت بإنهاء الإعارة التي التحقت خلالها بالمدينة منذ أربع سنوات ونصف بعد أن أدركت انه منذ قدوم يوسف عثمان ورجاله: سوزان عثمان وغيرها، بدأت تتقلص اختصاصاتي شيئاً فشيئاً.. إضافة إلي أن النظام الجديد الذي يترأسه سيد حلمي فرض رجاله أيضاً وكنت أتولي مسئولية مدير عام الإنتاج، ونجحت في إثبات وجودي طوال الفترة الماضية، فقد عملت 2100ساعة و120 مسلسلاً وتركت بالمدينة 22 مسلسلاً منها 18 مسلسلاً في مرحلة التصوير والمونتاج، وعندما بدأ يتقلص عملي شعرت بالإهانة ومنذ شهر تقريباً قررت اتخاذ هذا القرار وعقب عودتي من العمرة منذ أسبوعين أبلغت أكثر من جهة بموافقتي علي العمل معهم ومازلت في مرحلة الاختيار. ألست نادماً علي قرارك بالرحيل من المدينة؟ - إطلاقاً.. بل أشعر براحة الآن أكثر من أي وقت مضي لأنه حتي اليوم الأخير في المدينة وقعت عقوداً لأعمال جيدة، بطولة كبار النجوم مثل: الفخراني ونور الشريف ووردة". ولكن كل شيخ وله طريقته ولا أرضي بأن أشعر بأنه لم يعد لي تأثير في أي موقع. وما الأماكن المرشح لشغل منصب فيها بعيداً عن جهاز السينما؟ - لقد عرض "ممدوح الليثي" العمل معه لكنني رفضت لأنه لا يمكن أن أترك عمل الفيديو لأعمل بالسينما.. ولن أخذ قرار العمل في أي جهة قبل شهرين انتظاراً لأن أستقر ذهنياً. وماذا عن قطاع الإنتاج الذي كنت نداً لرئيسه في منصبك القديم، وكيف يمكنك التعامل بهذا الشكل؟ - صعب جداً التعامل مع القطاع، ولقد توجهت للقطاع وقابلت محيي الغمري وسمير علام إلا أنني لم أستلم العمل بعد حيث أن تصنيفي مخرج ثان بقطاع الإنتاج، بينما أنا أساساً مدير إنتاج ولن أعمل طبعاً كمخرج، وعندما أقرر العمل سيكون بالخارج وسأحصل وقتها علي إجازة من القطاع لأن المرحلة الماضية انتهت.