الجنازة التي خرجت الاثنين الماضي للقتيل اليمني صلاح علي عبد الله أحمد السلمي الذي أعلنت الدفاع الأمريكية (البنتاجون) انه و2 من رفاقه السعوديين انتحروا في المعتقل بشنق أنفسهم، تحولت إلي مظاهرة ومسيرة ضد الحكومة الأمريكية شارك فيها جميع المشيعين وانضم إليهم عدد كبير من المواطنين الذين جابوا بعض شوارع العاصمة اليمنية صنعاء مطالبين بإغلاق السجون الأمريكية السرية وإطلاق كل المعتقلين فيها، منددين بالممارسات الأمريكية تجاه المعتقلين العرب في المعتقلات الأمريكية غير القانونية. وكانت أسرة السلمي الذي عادت جثته من أمريكا، ووضعت في مستشفي الثورة العام بصنعاء، رفضت ضغوطًا حكومية لدفن الجثة، مطالبة الحكومة اليمنية الملزمة دستوريا بحماية مصالح مواطنيها أن تستغل التضامن الدولي مع مواطنها للضغط علي الولاياتالمتحدةالأمريكية من أجل التحقيق والإفراج عن اليمنيين أو إحالتهم للمحاكم وفقا لقواعد القانون الدولي. وكان المحامي خالد الآنسي قال انه تم الاتفاق بين الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات (هود) ومنظمات دولية علي تحويل مراسيم دفن المواطن اليمني بعد التحقيق وتشريح الجثة، إلي تظاهرة ضد تواطؤ عديد من حكومات دول العالم مع انتهاك الإدارة الأمريكية للإرث الإنساني في حماية الحقوق وتنظيم حقوق الدول في حماية مصالحها". وكانت عائلة "صلاح" قد شككت برواية الانتحار، وحملت الجنود الأمريكيين في قاعدة جوانتانامو بكوبا المسئولية، مطالبة بتحقيق دولي محايد لمعرفة أسباب الوفاة. من جانبها دعت منظمة العفو الدولية إلي إجراء تحقيق كامل ومستقل بقيادة محققين مدنيين في وفاة علي عبدالله أحمد يمني ومنيع بن شامان بن تركي الحباردي العتيبي ويسار طلال عبدالله يحي الزهراني سعوديين ، داعية حكومة الولاياتالمتحدة السماح لمجموعة خبراء الأممالمتحدة الخمسة بدخول مركز الاعتقال في جوانتنامو فوراً وبلا قيود، والسماح لهم، بشكل خاص، بالتحدث مع المعتقلين علي انفراد. وصرح الباحث في منظمة العفو الدولية روب فرير، بأن "حدوث هذه المأساة كان متوقعاً". ولذا فإن إجراء تحقيق كامل ومستقل يعتبر مسألة ملحة تماماً، ولا سيما في ضوء التصريحات التي صدرت عن مسئولين كبار في الجيش والحكومة الأمريكية، التي تنطوي علي خطر تقويض التحقيق الذي بدأه جهاز التحقيقات الجنائية في البحرية". إن وصف كولين جرافي، نائب مساعد وزيرة الخارجية لشئون الدبلوماسية العامة، لوفاة المعتقلين الثلاثة بأنها "خطوة جيدة في مجال العلاقات العامة للفت الانتباه" إنما يظهر ازدراء قاسياً للحياة البشرية. كما يساور منظمة العفو الدولية قلق عميق من تصريح قائد قوة المهمات المشتركة في جوانتنامو، ضابط البحرية هاري لي هاريس، الذي قال فيه إن انتحار المعتقلين الثلاثة لم يكن نابعاً من شعورهم باليأس وإنما كان "عملاً من أعمال الحرب غير المتناظرة". وقال روب فرير" إن تصريح القائد العسكري غير متناسب علي الإطلاق، كما أنه جزء من نمط التعليقات الرسمية علي افتراض الذنب للمعتقلين الذين لم تُتح لهم أدني فرصة للطعن في اعتقالهم أمام محكمة قانونية"