هكذا عنونت "نيويورك تايمز" افتتاحيتها، مشيرة إلي أنه لو كان الواقع ينثني أمام الكلام شديد اللهجة، لتوقفت إيران، منذ وقت طويل، عن المضي قدماً في عمليات تخصيب اليورانيوم، وهو ما ينطبق علي تصريحات الرئيس بوش الصارمة تجاه مساعي روسيا الخاصة بالتوصل إلي حل توفيقي حول البرنامج النووي الإيراني. لكن ثمة حقيقة مفادها أن لدي الولاياتالمتحدة خيارات محدودة جداً عند التعامل مع البرنامج النووي الإيراني. الروس طرحوا، فكرة تخصيب اليورانيوم الإيراني، داخل الأراضي الروسية، وهو ما يراه البعض فرصة من خلالها يخطو الإيرانيون خطوة مهمة نحو تصنيع الأسلحة النووية. الغريب أن أمريكا التي استخفت بالأمم المتحدة عندما غزت العراق دون تفويض من المنظمة الدولية، تريد الآن من مجلس الأمن، حل الأزمة الإيرانية، وفرض عقوبات علي طهران في حال لم تغير موقفها. بيد أن المشكلة تكمن في أنه من غير المحتمل أن توافق بعض الدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي علي تمرير هذه عقوبات، بسبب اعتماد هذه الدول علي استيراد النفط الإيراني. ومع ذلك من الصعب النظر إلي الاقتراح الروسي علي أنه سيئ جداً، صحيح أنه لن يمنع إيران، علي المدي الطويل، من حيازة أسلحة نووية، لكن بالنظر إلي البدائل المطروحة حالياً، سنجد أن أية محاولة لتعطيل حصول طهران علي أسلحة نووية، عملية جديرة بالاهتمام، كما أن إصرار واتحاد المجتمع الدولي بشأن الاتفاق الروسي- الإيراني، سيوجه رسالة إلي طهران مفادها أن العالم جاهز لإحباط طموحاتها النووية. الصحيفة رأت أن الأزمة الإيرانية تعكس أخطاء الإدارة الأمريكية في أمور منها أولاً: أن الاتفاق النووي الأمريكي- الهندي، ألحق الضرر بالمعايير الدولية لحظر الانتشار النووي، لأن واشنطن كافأت نيودلهي عندما أبرمت معها هكذا اتفاق متجاهلة أسلحة الهند النووية. ثانياً: الغزو الأمريكي للعراق جعل إيران تبدو أكثر قوة من ذي قبل. ثالثاً: ما لم تتخذ واشنطن خطوات ملموسة لتقليل استهلاك النفط، لن يكون بمقدورها لوم حلفائها علي مضيهم في علاقات جيدة مع بلد غني بالنفط كإيران.